للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا رؤي الهلام، وثبت عند دار السلطان وتفرق الناس، فأشعوا ذلك في البلد فكل قوم يحصل لهم العلم غير المخبرين الذين أخبروا غيرهم.

والقرآن والسنة الذي بلغه الناس عن الرسول بلغ كل قوم بوسائط غير وسائط غيرهم، لاسيما في القرن الثاني والثالث وهؤلاء لهم مقرئون ومعلمون ولهؤلاء مقرئون معلمون وهؤلاء كلهم وسائط وهم الأوساط بينهم وبين معرفة ما قاله الرسول وفعله، وهم الذين دلوهم على ذلك بأخبارهم وتعليمهم.

وكذلك المعلومات التي تنال بالعقل أو الحس إذا نبه عليها منبه، أو أرشد إليها (مرشد ومن جعل الوسط في اللوازم هو الوسط في نفس ثبوتها للموصوف. فهذا باطل من وجوه كما قد بسط في موضعه، وتقدير صحته، فالوسط الذهني أعم من الخارج كما أن الدليل أعم من العلة، فكل علة يمكن الاستدلال بها. فالوسط الذي يلزمه الملزوم اللازم البعيد هو مستلزم لذلك اللازم فيمكن الاستدلال به.

فتبين أنه على كل تقدير يمكن الاستدلال على المطلوب بمقدمة واحدة إذا لم يحتج إلى غيرها. ولا يمكن إلا بمقدمات فيحتاج إلى معرفتهن، فإن تخصيص الحاجة بمقدمتين دون ما زاد وما نقص تحكم محض.

ولهذا لا تجد في سائر طوائف العقلاء ومصنفي العلوم من يلتزم في استدلاله البيان بمقدمتين لا أكثر ولا أقل ويجتهد في رد الزيادة إلى شيئين وفي

<<  <   >  >>