كتاب التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار

الباب الحادي والعشرون في ذكر أنواع عذاب أهل النار فيها وتفاوتهم في العذاب بحسب أعمالهم - فصل ومن أنواع عذابهم سحبهم في النار على وجوههم - ج: 4 - ص: 289

فصل ومن أنواع عذابهم سحبهم في النار عَلَى وجوههم

قَالَ الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (٧٤) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [القمر: ٤٧، ٤٨].

وقال تعالى: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} [غافر: ٧٠ - ٧٢].

قَالَ قتادة: يسحبون في النار مرة ومرة في الحميم.

وقال تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [الأحزاب: ٦٦].

وقال قتادة: قَالَ ابن عباس: "صعودًا" صخرة في جهنم، يسحب عليها الكافر عَلَى وجهه (١).

وقال كعب: يقول الله عز وجل للإمام الجائر: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} [الحاقة: ٣٠، ٣١]. فيسحب عَلَى وجهه في النار، فينتثر لحمه وعظامه ومخه.

وقال ثابت أبو زيد القيسي، عن عاصم الأحول، عن أبي منصور مولى سليم: إن ابن عباس قَالَ: {يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ} [غافر: ٧١ - ٧٢].

قَالَ أبو زيد: أراه قَالَ: ينسلخ كل شيء عليه، من جلد أو لحم أو عرق، حتى يصير في عقبيه جسد من لحمه مثل طوله، وطوله ستون ذراعًا، ثم يكسى جلدًا آخر، ثم يسجر في الجحيم. خرّجه كله ابن أبي حاتم.

---

(١) أورده ابن كثير في "تفسيره" (٤/ ٤٤٣).