للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تسكت، ثم انقطع عنها بعد، فكلما ذكرت لها صاحت.

قِيلَ لَهُ: من أي شيء كان صياحها؟

قَالَ: مثلت في نفسها عَلَى القنطرة وهي تكفأ بها.

وكان أبو سليمان يقول: إذا سمعت الرجل يقول لآخر: بيني وبينك الصراط فإنه لا يعرف الصراط فإنه لا يعرف الصراط ولا يدري ما هو، لو عرف الصراط أَحَبّ أن لا يتعلَّق بأحد ولا يتعلَّق به أحد.

وكان أبو مسلم الخولاني يقول لامرأته: يا أم مسلم، شدي رحلك، فليس عَلَى جسر جهنم معبر.

وروى ابن أبي الدُّنْيَا، من طريق معاوية بن صالح، عن أبي اليمان، وإن رجلاً كان شابًّا أسود الرأس واللحية، فنام ليلة، فرأى في منامه، كان الناس حشروا، وإذا بنهر من لهب نار، وإذا جسر يجوز الناس عليه، يدعون بأسمائهم، فإذا دعي الرجل أجاب، فناج وهالك، قَالَ: فدعي باسمي، فدخلت في الجسر، فإذا حده كحد السيف، يمور بي يمينًا وشمالاً، قَالَ: فأصبح الرجل أبيض اللحية والرأس مما رأى.

وسمع أسود بن سالم رجلاً ينشد هذين البيتين:

أمامي موقوف قدام ربي ... فيسألني وينكشف الغطاء

وحسبي أن أمر عَلَى صراط ... كحد السيف أسفله لظاء

فغشي عليه.

ورُوي عن بشر بن الحارث، قَالَ: قَالَ لي فضيل بن عياض: يا بشر، مسيرة الصراط مسيرة خمسة عشر ألف فرسخ، فانظر كيف نكون عَلَى الصراط.

وقال محمد بن السماك سمعت رجلاً من زهاد أهل البصرة يقول: الصراط ثلاثة آلاف سنة، [ألف سنة] (*) يصعدون [فيه] (*)، وألف سنة يستوي بهم،


(*) من المطبوع.

<<  <   >  >>