أخيراً أيها الأحبة: فلنحسن الظنَّ بالله، وهذا الذي نحن فيه لن يطول ولن يدوم، وأبشركم ببشارةِ عالمٍ حافظٍ للحديث، بل كان يُلقبُ بأميرِ المؤمنين في الحديث وهو:"الحافظُ ابن حجرِ العسقلاني" الذي ابتليَ بموتِ ثلاث من بناته بسبب الوباء، حيث قال في كتابهِ:«عامةُ الطواعين التي وقعت في بلدانِ المسلمين على مرِّ التاريخ إنما تقعُ كانت تقع أثناءَ فصلِ الربيعِ وبعدَ خروجِ الشتاء، ثمَّ بعد ذلك ترتفع في أولِ الصيف»(بذل الماعون في فضل الطاعون). وها نحن على أبواب الصيف فأبشروا بفرجٍ قريبٍ ليس ببعيد.
"فلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ"، حتى لا نكونَ ممن قال الله فيهم:{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا؛ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}[الرُّوم: ٣٦] فلنحسنِ الظنَ بالله، وهو القائل في الحديثِ القدسي الجليل:{أَنَا عِنْدَ حَسَنِ ظَنِّ عَبْدِي بِي فليظُنَّ بي ماشاء .. } ولله در القائل:
وإنِّي لأدعو اللهَ حتى كأنّني .... أرى بجميلِ الظنِّ ما اللهُ فاعلُهْ
نسأل الله أن يحفظ بلدنا هذا، وسائر بلاد المسلمين من الأمراض والأوبئة والبلايا والمحن والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة (١).
وكتبه:
محمد مهدي قشلان رجاء دعوة صالحة
١٠/رجب/١٤٤١ هـ الموافق لـ ٥/ ٣/٢٠٢٠ م
(١) ألقيت هذه المحاضرة في مسجد (أهل الذكر) وبعض المراكز التعليمية والدعوية في عمان. ١٤٤١ هـ ٢٠٢٠ م.