للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولذلك يجب أن نتعالج بالعقاقير والأمصال والأدوية المتاحة، ونتعاطى كل أسباب الوقاية أو العلاج عند الحاجة إلى ذلك، ولا يصح أن نترك الدواء بزعم التوكل على الله تعالى، فالعمل بالأسباب عمل بمنهج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاليد تأخذ بالأسباب الظاهرة، والقلب متعلق ومتوكل على الله.

[أدعية وأذكار نبوية للوقاية من الأمراض والأوبئة]

هذه وصايا رسول الله فيما يتعلق بأخذ أسباب الوقاية الظاهرة الحسية أما وصيته الروحانية الإيمانية فكانت تذكيراً بضرورة التحصن بذكر الله تبارك وتعالى والحرص على أذكار الصباح والمساء، وفي ذلك يقول صلوات الله عليه:

• «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ في صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلا في السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، إِلَاّ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ (١)» (أبو داود الطيالسي في مسنده وغيره).

• وقال صلوات الله عليه: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً، ثُمَّ قالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ؛ لَمْ يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ (٢)» (مسلم وغيره).


(١) بهذا اللفظ أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ١/ ٧٧. ورواه بلفظ قريب جداً؛ أبو داود والنسائي، وابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن غريب صحيح، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
(٢) قال الحافظ المنذري: رواه مالك ومسلم والترمذي وابن خزيمة في صحيحه. (لترغيب والترهيب ٤/ ٨٢)

<<  <   >  >>