قال الحافظ المنذري -رحمه الله-: يعني أنه صلى الله عليه وسلم أنه أوتي من الوحي غير المتلو مثل ما أوتي من المتلو كما قال الله تعالى (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) فالكتاب هو القرآن، والحكمة السنن التي لم ينطق القرآن بنصها، وأوتي صلى الله عليه وسلم من بيان القرآن وتفسيره، فإن بيان القرآن مفوض إليه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) وفي تكرير كلمة التنبيه (ألا) توبيخ نشأ من غضب عظيم؛ عن من ترك السنة والعمل بالحديث استغناء بالكتاب؛ فكيف بمن ترك العمل بالحديث استغناء بالرأي (١)!!. اهـ
ولولا خشية الإطالة لروينا العشرات من الأحاديث الصحيحة التي تثبت وجود الصراط، والميزان، وعذاب القبر، وكلهم ينكرهم الكيالي هذا؛ فلننتبه الى هذه الدعوات الهدامة ولننبذها بشدة وبالله التوفيق.
(١) وأما ما رواه بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه" فإنه حديث باطل لا أصل له، وقد حكى زكريا الصاحبي عن يحيى بن معين -رحمهما الله- أنه قال: هذا حديث وضعته الزنادقة اهـ (الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ١/ ١٩٢.المؤلف: أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا الساعاتي (المتوفى: ١٣٧٨ هـ)