للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أ - تعريف الصراط وصفته]

الصراط: هو جِسرٌ ممدود على متن جهنم يمر عليه جميع الخلائق، وهو قنطرة بين الجنة والنار، يعبره أهل الجنة، وهم متفاوتون في السرعة والإبطاء على قدر أعمالهم؛ وتزل فيه أقدام أهل النار، وقد وردت به الأحاديث الصحيحة واستفاضت وهو محمول على ظاهره (١).

[ب - ذكر بعض الأحاديث التي ورد فيها ذِكر الصراط وأوصافه، وأحوال المارين عليه]

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في ذكر مشاهد يوم القيامة:

« ... ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ».

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْجِسْرُ؟

قَالَ: «دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ، فِيهَا شُوَيْكَةٌ يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَالطَّيْرِ، وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ؛ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، وَمَكْدُوسٌ فِى نَارِ جَهَنَّمَ .. (٢)».


(١) فتاوى الإمام الرملي ٤/ ٢١٠، وقد نقلت تعريفه للصراط بتصرف يسير
(٢) صحيح مسلم ١/ ١٦٧ في كتاب الإيمان، باب "معرفة طريق الرؤية" معانِّي بعض الكلمات:
الجِسْر: هوَ الصرَاط
وَمَعْنَى تَحِل الشفَاعَة: أَيْ: تَقَع وَيؤْذَن فِيهَا.
دحض مزلة: الدحْض وَالمَزَلة بِمَعْنًى وَاحِد، وَ هوَ المَوْضِع ا لذِي تَزِل فِيهِ الْأَقْدَام وَلَا تَسْتَقِر.
وَمِنْه دَحَضَتْ الشمْس أَيْ: مَالَتْ، وَحجة دَاحِضَة لَا ثَبَات لهَا.
أَما الخْطَاطِيف: فَجَمْع خطاف. وَالْكَلَالِيب بِمَعْنَاه، وهي حديدة معْوَجة الرأس؛ لأجل أن
تمسك من أريد خطفه بها.
وَأَما الحَسَك: فهوَ شَوْك صلْب مِنْ حَدِيد.

وقَوْله صَلى ا للَّه عَلَيْهِ وَسَلمَ: (فَنَاجٍ مُسَلَّم وَمَخدوشٌ مرْسَلٌ وَمَكْدوس فِي نَار جَهَنم) أي أَ نهمْ
ثَلَاثَة أَقْسَام على الصراط:
١ - قِسْم يَسْلَم؛ فَلَا يَنَالُه شيء أَصْلًا ...
٢ - وَقِسْم يخدَش، ثم يرْسَل فَيُخَلَّص، وخَدْشُ الجلد: هو قَشره بِعود أو نحوه.
٣ - وَقِسْم يكَرْدَس، وَيلْقَى فَيَسْقط فِي جَهَنم.
وَ "مَكْدوس" معناه: كَوْن الْأَشْيَاء بَعْضهَا عَلَى بَعْض. نسأل الله السلامة والعافية.
انتهى (شرح الإمام النووي على صحيح مسلم ٣/ ٢٩ بتصرف واختصار)، و (كشف المشكل من حديث الصحيحين ٣/ ١٣٦ لأبي الفرج ابن الجوزي بتصرف)

<<  <   >  >>