للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[مقدمة]

الحمد لله الذي كرمنا بالإسلام، وأعزنا بالإيمان، وأنعم علينا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهدانا من الضلال، وجمعنا من الشتات، وألف بين قلوبنا، فاهتدينا بهديه وسعدنا باتباعه، وأصبحنا بفضل الله إخوة متحابين متعاضدين ...

نحمد الله على هذه النعمة، ونسأله المزيد منها، والتوفيق فيها، والشكر عليها.

أما بعد فإن الله سبحانه خلق الخلق لعبادته، وهو غني عنهم. وحصر التكليف في الإنس والجن من مخلوقاته، لما ركبه فيهم من العقول. وجعل العقل بعد بلوغ الإنسان سن الرشد مناط التكليف. قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} سورة الذاريات ٥٦. ٥٧، ٥٨.

والعقل وحده كاف في الاستدلال على وجود الخالق ومعرفة بعض صفاته. بيد أنه قد يزيغ أو يغلب عليه الهوى، أو ما أشبه ذلك. لذا أرسل الله سبحانه الرسل إلى الناس، لئلا يكون لهم حجة على الله. أضف إلى ذلك أن الإنسان لا يمكن أن يصل بالعقل وحده إلى معرفة الأمور الغيبية، من وجود البعث بعد لموت والحشر والحساب والجنة والنار وغير ذلك. كما لا يمكنه أيضا أن يصل إلى الطريقة المثلي لعبادة الله. فاقتضت حكمة الله ورحمته أن يصطفي من البشر أناسا

 >  >>