في نفسي: هذه واحدة. ثم انصرفت عنه فجمعت شيئآ، وتحول رسول الله عباله إلى المدينة، فجئته، فقلت: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها، فأكل وأمر أصحابه فأكلوا معه منها. فقلت في نفسي: هاتان ثنتان. ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد، قد تبع جنازة أحد أصحابه، وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدرت أنظر إلى ظهره، هل أرى الذي وصف لي صاحبي. فلما رآني استدبرته، عرف أني أتتثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فأكببت عليه أقبل، فبكى وأبكى. فقال لي لصلى الله عليه وسلم تحول، فتحولت فجلست بين يديه، فقصصت عليه حديثي.
أبو سفيان وهرقل:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني أبو سفيان بن حرب من فيه إلى فيّ. قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبينا أنا بالشام، إذ جيء بكتاب من النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل. قال: وكان دحية الكلبي جاء به فدفعه إلى عظيم بُصرى، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل. فقال هرقل: هل ها هنا أحد من قوم هذا الرجل