فهذه النصوص التي تسلم بها الكنيسة تبين أن المسيح عليه الصلاة والسلام جاء بكتاب هو الإنجيل. ولاشك أن الإنجيل المذكور في هذه النصوص وفي غيرها، ليس واحدا من الأناجيل الأربعة، لأنها لا تضاف إلا إلى أصحابها باتفاق النصارى، ولأن المسيح عليه الصلاة والسلام قد وعد بهذا الإنجيل، ولم يكن واحد منها قد وجد في عهده بالاتفاق، وليس من المعقول أن يعظ هو بأقوال تلاميذه أومن بعدهم.
إذا, ضاع إنجيل المسيح الذي فيه هدى ونور على مر الزمان، وتمسك النصارى بكتب ألفها أناس نسبت إليهم وأضيفت لهم.
ولو أن هذا الكتاب وصل إلينا كما كتبه ولا يكتب إلا ما أنزل إليه لكان من أهم الكنوز وأغلاها١.
لمحة عن الأناجيل والأدوار التي مرت بها:
فُقد إنجيل المسيح ولم يعد له وجود، وإنما يوجد الآن قصص ألفها التلاميذ وغير التلاميذ، لم تسلم من المسخ والتحريف بالزيادة والحذف، كما هو واضح لدى مقارنتها ببعضها.
١ انظر إظهار الحق ١/٥٢، وقصص الأنبياء للنجار ص ٣٩٩، المسيح عيسى ابن مريم ص ٤٩-٥١ و ٦٩، محاضرات في النصرانية ص ٥٤-٥٥، العهد الجديد لبنان حريصا المقدمة ص أوالرسائل ص ٢٩٣ و٤٠٢، العهد الجديد جمعية الكتاب المقدس ص ٣٣١.