الناس على قبولها ولاحقت من يعارض، وتم لها ما أرادت.
ولم تكترث لما بين مضامين هذه الأربعة من التخالف والتناقض، مادام ذلك لا يخالف المنزع العام الذي قصدته، رغم ما فيها من انقطاع في السند، وعدم العلم التام بالمؤلف الحقيقي أو المترجم، ومبلغ أمانته على الدين وحرصه على الصدق، كما لا توجد نسخة بخط تلميذ من التلاميذ، ولا ما يضمن شبهة صحة فيها. فإنجيل متى على سبيل المثال يذكرون في تعريفه ما يلي:"كتب متى إنجيله باللغة الآرامية, وهي فرع عن العبرية ثم نقله إلى اليونانية هو أو غيره", فمن هو المترجم؟ هذه جهالة في السند لأقدم أناجيلهم، وليس ثمة نسخة أصلية باللغة الآرامية عندهم.
هذا, ولاختلاف مصنفي الأناجيل اختلفت مصنفاتهم اختلافا يفضي إلى أن أحد الأقوال صادق وما عداه كاذب. وبعضهم يذكر في إنجيله حالات، أو عجائب لا يذكرها الآخر، وكثيرا ما يروى الخبر الواحد في إنجيل ما بعبارة تناقض بالزيادة والنقصان ما ذكر في الآخر.
ويذكر بعض المؤرخين أنه لم توجد عبارة تشير إلى وجود إنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا قبل آخر القرن الثاني. وأول من ذكر هذه الأناجيل الأربعة أرينوس سنة ٢٠٩ م.