فرامرينو أن يقتل الوقت بالمطالعة، فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو هذا الإنجيل، فكاد يطير فرحا، وخبأه في أحد ردنيه، ولبث إلى أن استيقظ البابا، فاستأذن بالانصراف، ثم طالع الكتاب بشوق عظيم، فاعتنق الإسلام.
هذا, ومن الملاحظ أنه لم يرد ذكر هذا الإنجيل في كتابات مشاهير المسلمين في الأعصر القديمة والحديثة، حتى في مؤلفات من انقطع منهم إلى الأبحاث والمجادلات الدينية ممن تصدوا لمناقشة النصارى مثل ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وابن حزم الأندلسي والشهرستاني وغيرهم. مع أن إنجيل برنابا أمضى سلاح لهم في تلك المناقشات، حتى إنه لم يرد له ذكر في فهارس الكتب العربية القديمة عند العرب أو العجم. وإذا كان المسلمون هم الذين وضعوه فمتى استفادوا منه؟ وإذا لم يستفيدوا منه فلم وضعوه؟
فالكتاب إذا نصراني، ونسخته الأولى وجدت في جو نصراني خالص١.
علما بأن برنابا هو أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر.
١ مقدمة إنجيل برنابا للدكتور خليل سعادة، ومقدمة الناشر السعيد محمد رشيد رضا، مقدمة العهد الجديد للقس جورج فاخوري المطبوع في حريصا بلبنان، محاضرات في النصرانية لمحمد أبو زهرة ص ٥٩-٦٣.