للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشمس بالظهور على ساعير، وعن البلوغ إلى درجة الكمال بالاستواء والإعلان على فاران اهـ١.

واليهود بأسرهم مجمعون على أن في التوراة بشارة بواحد بعد موسى عليه الصلاة والسلام وإنما يفترقون في تعيين ذلك الواحد أو في الزيادة عليه. ولذلك هاجر قسم كبير منهم من أوطانهم ببلاد الشام إلى تلك البقاع في الجزيرة العربية، وأقاموا القلاع والحصون في الأرض الواقعة بين حرتين، وفيها نخل، فإنها دار هجرة رسول الله المنتظر، نبي آخر الزمان، لنصرته إذا ظهر. فلما ظهر، وأعلن الحق بفاران، وهاجر إلى دار هجرته هجروه وتركوا نصرته.

قال ابن إسحاق:"وحدثني عاصم بن عمرو بن قتادة عن رجال من قومه: قال: إن مما دعانا إلى الإسلام مع رحمة الله وهداه لنا، لما كنا نسمع من رجال يهود، كنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس عندنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاب وإرم. فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم. فلما بعث الله رسوله


١ إظهار الحق ٢/٢٥٠، الملل والنحل ١/٢١٣، محمد رسول الله لبشرى، الجواب الصحيح لابن تيمية.

<<  <   >  >>