إلى عموم رسالته صلى الله عليه وسلم ولفظ"قيدار"أقوى إشارة إليه صلى الله عليه وسلم لأنه عليه الصلاة والسلام من أولاد قيدار بن إسماعيل، كما هو معروف. والبرية التي سكنها قيدار هي الجزيرة العربية، وكانت مساكن أولاد إسماعيل.
وقوله:"في رؤوس الجبال يصيحون"إشارة إلى العبادة المخصوصة التي تؤدى في الحج والعمرة، حيث يرفع الآلاف بل الملايين من الناس أصواتهم بالتلبية والتكبير والدعاء."لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
ومن المعلوم أنه تسن التلبية كلما صعدوا مرتفعا، أو هبطوا واديا، أو التقوا بركب آخر، أو انعطفوا في طريقهم. ويستحب رفع الصوت في ذلك من غير إفراط. ومن المعلوم أيضا أن الحجاج يقفون في عرفة، ويبيتون منى ليالي وأياما، ومنى كلها جبال ووديان.
وفي الجملة العاشرة:"من أقاصي الأرض راكبين في البحر وملؤه، والجزائر وسكانها"وهي إشارة إلى مجيء الحجاج والمعتمرين من كل مكان مهما بعد. كما هي الحال الآن حيث يأتي المسلمون من كل مكان لأداء الحج أو العمرة برا وبحرا وجوا.