للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فشبه ملكوت السماوات بإنسان زارع زرع زرعا لا بنمو الزراعة وحصادها.

وجاء في الإصحاح الحادي والعشرين بعد بيان التمثيل:

لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تحمل أثماره.

وهذا القول يدل على أن المراد بملكوت السماوات طريقة النجاة نفسها، لا شيوعها وانتشارها في جميع أنحاء العالم، وإلا لما كان هناك معنى لنزع شيوعها من قوم وإعطائها لآخرين. فهذا كله يرد تأويلهم، ويثبت البشارة بطريقة النجاة بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

قال سبحانه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} ١.

وعلى العموم فإن خير من قام بشرح معظم هذه البشارات، والاستدلال على صحة انطباقها على محمد بن


١ إظهار الحق ٢/٢٧١-٢٧٣.

<<  <   >  >>