ليس منهم انما جاء لحاجة فيقول ﷾ هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) وأخرج الحاكم عن سلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه انه كان في عصابة يذكرون الله تعالى فمر بهم رسول الله ﷺ فقال (ما كنتم تقولون فانى رأيت الرحمة تنزل عليكم فبادرت ان اشارككم فيها) وروى البزار أن لله ملائكة سيارة يطلبون حلق الذكر فإذا اتوا عليهم حفوا بهم الحديث * وفيه فيقولون ربنا آتينا على عباد من عبادك يعظمون آلآءك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك ويسئلونك لآخرتهم ودنياهم فيقول الله ﵎(غشوهم برحمتي) فيقولون ان فيهم فلانا الخطاء فيقول تعالى (غشوهم برحمتي) وروى الترمذي أي العباد افضل عند الله تعالى يوم القيامة قال الذاكرون الله كثيرا قلت يا رسول الله ومن الغازى في سبيل الله قال لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويتخضب دما لكان الذاكرون الله افضل * وروى الطبراني لو ان رجلا في حجرة دراهم يقسمها وآخر يذكر الله تعالى كان الذاكر افضل وروى النسائي انه ﷺ قال لام هانئ (سبحى الله مائة تسبيحة فانها تعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل واحمدى الله مائة تحميدة فانها تعدل مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله تعالى وكبرى الله مائة تكبيرة فانها تعدل مائة بدنة مقلدة متقبلة وهللى الله مائة تهليلة ولا احسبه إلا قال تملأ ما بين السماء والارض ولا يرفع لاحد مثل عملك إلا ان يأتى بمثل ما اتيت به) وروى أحمد والترمذي إلا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليكم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والفضة وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالو بلى يا رسول الله قال (ذكر الله ﷿) وفى الحديث قال يقول الله ﷿ انا عند ظن عبدى بى وانا معه حين يذكرنى ان ذكرنى في نفسه ذكرته في نفسى وان ذكرنى في ملاء ذكرته في ملاء خير منه) وفى الحديث (يا ايها الناس ارتعوا في رياض الجنة) قيل وما رياض الجنة يا رسول الله قال (مجالس الذكر) وفى الخبر المجلس الصالح يكف عن المؤمن ألف ألف مجلس من مجالس السوء * قال بعضهم إذا اراد الله ان يولى عبده فتح عليه باب الذكر فإذا استند بالذكر فتح الله عليه باب القرب ثم رفعه إلى مجالس الانس ثم اجلسه على كرسى التوحيد ثم رفع عنه الحجب وادخله دار القرب وكشف له عن الجلال والعظمة ويحصل له حينئذ مقام العلم قال بعض المشايخ إذا ذكر الصالحون في مجلس نزلت الرحمة ويخلق الله تعالى منها سحابة لا تمطر إلا في ارض الكفار وكل من شرب من مائها