قلبه حقيقة ومن كل وجه فتأمل والمراد بكون احدهم على قلب نبي أو ملك كما قال قدس سره في بعض كتبه انهم يتقلبون في المعارف الالهية بقلب ذلك الشخص إذ كانت واردات العلوم الالهية انما ترد على القلوب وكل علم يرد على قلب ذلك الأكبر من ملك أو رسول فإنه يرد على هذا القاب الذي هو على قلبه قال وربما يقول بعضهم فلان على قدم فلان وهو بهذا المعنى نفسه انتهى (تنبيه) قال الشهاب المنينى قد طعن ابن الجوزى في احاديث الأبدال وحكم بوضعها وتعقبه السيوطي بان خبر الأبدال صحيح وإن شئت قلت متواتر واطال ثم قال مثل هذا بالغ حد التواتر المعنوى بحيث يقطع بصحة وجود الأبدال ضرورة انتهى وقال السخاوى خبر الأبدال له طرق بالفاظ مختلفة كلها ضعيفة ثم ساق الأحاديث الواردة فيهم ثم قال وأصح مما تقدم كله خبر أحد عن علي رضى الله تعالى عنه مرفوعا البدلاء يكونون بالشام وهم اربعون رجلا كلما مات رجل ابدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينصر بهم على الاعداء ويصرف بهم عن أهل الشام العذاب ثم قال السنحاوى رجاله رجال الصحيح غير شريح بن عبيد وهو ثقة انتهى وقال شيخه الحافظ ابن حجر في فتاويه الأبدال وردت في عدة أخبار منها ما يصح وما لا يصح واما القطب فورد في بعض الآثار واما الغوث بالوصف المشتهر بين الصوفية فلم يثبت وفى بعض الروايات أن من علامات الأبدال أن لا يولد لهم وانهم لا يعلنون شيأ انتهى. لكن قد تقدم وسيأتي أيضا في كلام سيدنا الإمام الشافعي تفسير القطب بالغوث فدل على ثبوته وعلى أنهما شيء واحد فاعلم ذلك وكأن مراد الحافظ ابن حجر بعدم ثبوته عدم وروده في الأحاديث النبوية الصحيحة ويكفى في ثبوته شهرته واستفاضة اخباره وذكر بين أهل هذا الطريق الطاهر والله تعالى اعلم انتهى وفي الفتاوى الحديثية ذكر الحديث الاخير عن الإمام اليافعي لكن مع اختصار ومع مغايرة في اللفظ ثم قال قال الإمام اليافعي قال بعض العارفين والواحد المذكور في هذا الحديث هو القطب وهو الغوث الفرد ثم قال والحديث الذي ذكره صح فيه فوائد خفية منها أن وقد يجاب بان تلك الاعداد اصطلاح بدليل وقوع الخلاف في بعضهم كالابدال فقد يكونون في ذلك العدد نظروا إلى مراتب عبروا عنها بالابدال والنقباء والنجباء والاوتاد وغير ذلك مما مر والحديث نظر إلى مراتب أخرى والكل متفقون على وجود تلك الاعداد (ومنها) أنه يقتضى أن الملائكة افضل من الانبياء والذي دل عليه كلام أهل السنة والجماعة إلا من شذ منهم أن الانبياء افضل من جميع الملائكة (ومنها) أنه يقتضى أن ميكائيل افضل من جبرائيل والمشهور خلافه وإن