اسرافيل افضل منهم وهو كذلك بالنسبة لميكائيل واما بالنسبه لجبريل ففيه خلاف والادلة فيه متكافئة فقيل جبريل افضل لأنه صاحب السر المخصوص بالرسالة إلى الانبياء والرسل والقائم بخدمتهم وتربيتهم وقيل اسرافيل لأنه صاحب لسر الخلائق اجمعين اذ اللوح المحفوظ في جبهته لا يطلع عليه غيره وجبريل وغيره انما يتلقون ما فيه عنه وهو صاحب الصور القائم ملتقما له ينتظر الساعة والامر به لينفخ فيه فيموت كل شيء إلا من استثنى الله تعالى. واعلم أن هذا الحديث لم أر من خرجه من المحدثين الذين يعتمد عليهم لكن وردت أحاديث تؤيد كثيرا مما فيه ثم ساقها وقال في اثنائها ولا تخالف بين الحديثين أي حديثي أبي نعيم واحد المتقدمين في عدد الإبدال لأن البدل له اطلاقات كما يعلم من الأحاديث الآتية في تخالف علاماتهم وصفاتهم أو انهم قد يكونون في زمان أربعين وفي آخر ثلاثين لكن ينكر على هذا رواية ولا الأربعون كلما مات رجل الخ انتهى وهو مؤيد لما قلناه سابقا وذكر فيها واقعة مع بعض مشايخه لا بأس بذكرها قال ولقد وقع لى في هذا البحث غريبة مع بعض مشايخى هي أني إنما ربيت في حجور بعض أهل هذه الطائفة اعنى القوم السالمين من المحذور واللوم فوقر عندى كلامهم لأنه صادف قلبا خاليا فتمكنا فلما قرأت في العلوم الظاهرة وسنى نحو أربعة عشر سنة بقراءة مختصر أبي شجاع على شيخنا أبي عبد الله المجمع على بركته ونسكه وعلمه الشيخ محمد الجويني بالجامع الازهر بمصر المحروسة فلازمته مدة وكنت عنده فانجر الكلام يوما إلى ذكر القطب والنجباء والنقباء والأبدال وغيرهم ممن من فبادر الشيخ إلى انكار ذلك بغلظة وقال هذا كله لا حقيقة له وليس فيه شيء عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقلت له وكنت اصغر الحاضر بن معاذ الله بل هذا صدق وحق لا مرية فيه لان اولياء الله تعالى اخبروا به وحاشاهم من الكذب وممن نقل ذلك الإمام اليافعي وهو رجل جمع بين العلوم الظاهرة والباطنة فزاد انكار الشيخ واغلاظه على فلم يسعنى إلا السكوت فسكتت واضمرت أنه لا ينصرني الا شيخنا شيخ الإسلام والمسلمين وامام الفقهاء والعارفين أبو يحيى ذكريا الأنصارى وكان من عادتى أن اقود الشيخ محمد الجويني لأنه كان ضريرا واذهب انا وهو إلى شيخنا المذكور اعنى شيخ الإسلام زكريا يسلم عليه فذهبت انا والشيخ محمد الجويني إلى شيخ الإسلام فلما قربنا من محله قلت للشيخ الجويني لا باس أن اذكر لشيخ الإسلام مسئلة القطب ومن دونه وننظر ما عنده فيها فلما وصلنا إليه اقبل على الشيخ الجوينى وبالغ في اكرامه وسؤال الدعاء منه ثم دعا لى