بدعوات منها اللهم فقهه في الدين وكان كثيرا ما يدعو لى بذلك فلما تم الشيخ وأراد الجويني الانصراف قلت لشيخ الإسلام ياسيدى القطب والاوتاد والنجباء والابدال وغيرهم ممن يذكره الصوفية هل هم موجودون حقيقة فقال نعم والله يا ولدى فقلت له ياسيدى إن الشيخ واشرت إلى الشيخ الجويني ينكر ذلك ويبالغ في الرد على من ذكره فقال شيخ الإسلام هكذا يا شيخ محمد وكرر ذلك عليه حتى قال له الشيخ محمد يا مولانا شيخ الإسلام آمنت بذلك وصدقت به وقد تبت فقال هذا هو الظن بك يا شيخ محمد ثم قمنا ولم يعاتبنى الجويني على ما صدر منى انتهى. وفي كتاب الاجوبة المحققة الاسئلة المفرقة الشيخ مشايخنا إسماعيل العجلوني عن السيرة الحلبية وعن معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ثلاث من كن فيه فهو من الابدال اللذين بهم قوام الدنيا وأهلها الرضاء بالله والصبر عن محارم الله والغضب في ذات الله. وفي الحلية لأبي نعيم من قال كل يوم عشر مرات اللهم اصلح أمة محمد اللهم فرج الكرب عن أمة محمد اللهم ارحم أمة محمد كتب من الابدال انتهى وقال الشبراملسى في حواشى المواهب معنى كونه من الابدال أنه مثلهم وصفا ومصاحبة بحيث يحشر معهم يوم القيامة لا ذاتا فلا ينافي أن من قال ذلك يكون منهم وإن فرض أن له أولادا كثيرة انتهى. (الباب الثالث في الكلام على بعض أحوال القطب الغوث نفعنا الله تعالى به) تقدم ما يفيد أن مسكن القطب مكة أو اليمن والظاهر أنه باعتبار بعض أوقاته أو أغلبها يؤيد هذا ما نقله الإمام العارف سيدى عبد الوهاب الشعراني عن شيخه العارف ذي الامداد الربانى سيدى على الخواص حيث قال في كتابه الجواهر والدرر قلت لشيخنا رضى الله تعالى عنه هل القطب الغوث مقيم بمكة دائما كما يقال فقال رضى الله تعالى عنه قلب القطب طواف بحضرة الحق تعالى لا يخرج من حضرته كما يطوف الناس بالبيت الحرام فهو يشهد الحق تعالى في كل جهة ومن كل جهة لا تحيز عنده للحق تعالى بوجه من الوجوه كما يستدير الناس حول الكعبة ولله تعالى المثل الأعلى إذ هو رضى الله تعالى عنه متلق عن الحق تعالى جميع ما يفيضه على الخلق من البلاء والامداد فرأسه دائما يكاد يتصدع من ثقل الواردات واما جسده فلا يختص بمكة ولا غيرها بل هو حيث شاء الله تعالى. وسمعته يقول أكمل البلاد البلد الحرام وأكمل البيوت البيت الحرام وأكمل الخلق في كل عصر القطب فالبلد نظير جسده والبيت نظير قلبه ويتفرع الامداد عنه للخلق بحسب استعدادهم وإنما كانت الامدادات أكثرها تنزل بمكة لقوله تعالى ﴿يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ لاسيما من أتاه محرما من بلاد بعيدة إذ