عن ذلك الإمام الشعرانى في كتابه المذكور حيث قال قال شيخنا رضى الله تعالى عنه وأكثر الأولياء ولا يصح لهم الاجتماع به ولا يعرفونه فضلا عن غيرهم فإن من شأنه الخفاء ولو أنه ظهر لشخص لم يستطع أن يرفع رأسه في وجهه إلا إن كان مؤهلا لذلك وقد أدخلوا شخصا على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فارعد من هيبته فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد هذا حال من رأى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مع أنه أكثر الخلق تواضعا والقطب بيقين نائبه في الأرض (قلت) وقد حكى السيد الشريف الشيخ شرف الدين العالم الصالح بزاوية الخطاب بمصر المحروسة قال حكى لي سيدى الشيخ عثمان الخطاب أنه لما حج معه شيخه العارف بالله تعالى سيدى الشيخ أبو بكر الدقدوسي رحمه الله تعالى سأله أن يجمعه بالقطب بمكة فقال يا عثمان لا تطيق رؤيته فقال لابد واقسم على شيخه بين زمزم والمقام وقال لا تقم من هنا حتى يحضر فصارت رأس سيدى عثمان تنقل إلى أن وصلت لحيته بين أفخاذه قهرل عليه فجاء القطب فجلس وصار يتحدث مع الشيخ أبي بكر زمانا ثم قال له القطب استوص بعثمان خيرا فإنه أن عاش صار رجلا من رجال الله تعالى فلما أراد القطب الانصراف قرأ الفاتحة وسورة لإيلاف قريش ثم عاد وانصرف فلما شيعه الشيخ أبو بكر ورجع صار يكبس رقبة سيدى عثمان زمانا حتى استطاع أن يسمع كلامه وقال يا عثمان هذا حالك من سماع كلامه فكيف لو رأيت شخصه ومن ذلك الوقت ما كان سيدى عثمان يجتمع بشخص ويفارقه حتى يقرأ الفاتحة وسورة قريش تبركا بما سمعه من هدى القطب رضى الله تعالى عنه فاعلم ذلك انتهى كلام سيدى الشعراني. وقال العلامة الشيخ محمد الشوبرى في جواب سؤال ورد عليه في هذا الشأن قال الإمام الشافعي نفعنا الله تعالى به في كتابه كفاية المعتقد في أثناء كلام نفله عن بعض العارفين وقد سترت أحوال القطب وهو الغوث عن العامة والخاصة غيرة من الحق تعالى عليه غير أنه يرى عالما كجاهل وابله كفطن تاركا اخذا قريبا بعيدة سهلا عسرا آمنا حذرا وكشف أحوال الأوتاد للخاصة وكشف أحوال الابدال للخاصة والعارفين وسترت أحوال النجبا والنقبا عن العامة خاصة وكشف بعضهم لبعض وكشف حال الصالحين للعموم والخصوص ﴿لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾ انتهى (الباب الرابع) في بيان ما ينزل على القطب وكيفية تصرفه فيما يرد عليه قال سيدي عبد الوهاب الشعرانى في الجوهر والدرر قلت لشيخنا رضى الله تعالى عنه هل ينزل على القطب البلاء النازل على الخلق ثم ينتشر منه كما ينزل عليه النعم والامداد