للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أم حكم الإفاضة خاص بالنعم فقط فقال رضى الله تعالى عنه نعم ينزل عليه البلاء الخاص بأهل الأرض كلهم ثم يفيض عنه فإذا نزل عليه بلية تلقاها بالخوف والقبول ثم ينتظر ما يظهره الله تعالى في اللوح المحفوظ والاثبات الخصيصة بالإطلاق والسراح فإن ظهر له المحو والتبديل نفذ قضاء الله تعالى وإمضاء بواسطة أهل التسليك الذين هم سدنة حضرته بحيث لا يشعرون الأمر مفاضا عليهم منه رضى الله تعالى عنه فإن ظهر له الاثبات لذلك وعدم المحو دفعه إلى أقرب عدد ونسبة منه وهما الإمامان فيتحملانه ثم يدفعانه إلى أقرب نسبة منهما وهم الاوتاد الأربعة وهكذا حتى يتنازل إلى أهل دائرته جميعا فإن لم يرتفع تفرقته الافراد وغيرهم من العارفين إلى احاد عموم المؤمنين حتى يرفعه الله ﷿ بتحملهم وكثيرا ما يجد أحد في نفسه ضيقا وحرجا لا يعرف سببه وبعضهم يحصل له قلق يمنعه من النوم بالليل وبعضهم يحصل له غفلة وكثرة صمت حتى لا يستطيع النطق بحرف واحد وكل ذلك من البلاء الذي توزع عليهم ولو لم يحصل توزيع لتلاشى من نزل عليهم البلاء في طرفة عين فلذلك قال الله تعالى ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٢٥١)(الخاتمة) وحيث انجر بنا الكلام إلى ما ذكرنا من أمر القطب أعاد الله تعالى علينا من بركاته. ولمحنا بلمحة من لمحاته. وبيان شأنه العجيب وحاله الغريب. الذي هو شيء خارج عن العادة وأمر خارق لا يظهر الأعلى يد من أيده الله تعالى وأراده، فلنصرف عنان مطية البنان، ونحل عقال راحلة البيان، نحو الكلام على الكرامات، وخوارق العادات وتقدم بين يدى ذلك الكلام على الولى الذي تظهر على يديه (فنقول) قال سيدنا الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيرى في الرسالة (فإن قيل) فما معنى الولى قبل محتمل أمرين أحدهما أن يكون فعيلا مبالغة من الفاعل كالعليم والقدير وغيرهما ويكون معناه من توالت طاعته من غير تخلل معصية ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول كقتيل بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح وهو الذي يتولى الحق سبحانه حفظه وحراسته على الادامة والتوالى فلا يلحق به الخذلان الذي هو قدرة العصيان ويديم توفيقه الذي هو قدرة الطاعات قال الله تعالى (وهو يتولى الصالحين) انتهى وهو يفيد اشتراط كون الولى محفوظا كما يشترط في النبي أن يكون معصوما ولكن على معنى أن الله يحفظه من تماديه في الزلل والخطأ أن وقع فيهما بإن يلهمه التوبة فيتوب منهما وإلا فهما لا يقدحان في ولايته كما صرح به في الرسالة، وفيها قيل للجنيد العارف يزنى يا أبا القاسم فاطرق مليا ثم رفع

<<  <  ج: ص:  >  >>