منه ولا من أحد من خلفائه ومريديه، شيئا مما يشينه في دينه ويرديه، وهذا ما شهد به جماهير العباد في عامة البلاد، وإنما كان له بعض مريدين، رآهم من العتاة المتمردين فطردهم عن ابوابه، فتكلموا في جنابه، وانحازوا إلى بعض الحاسدين ولفقوا معهم ما القته إليهم الشياطين، وتزيوا بزى الصالحين، ونقلوا كلام العلماء بصورة الناصحين، والله أعلم بالجليات والخفيات، وإنما الأعمال بالنيات
شعر
إلى ديان يوم الحشر نمضى … وعند الله تجتمع الخصوم
على أنا اجتمعنا بهذا الشخص المسمى بالشيخ إسماعيل، الذي زعم هذا الزاعم أنه شهد عنده وسماه الصالح الجليل فسألناه عما نسبه إليه صاحب تلك الرسالة، فأنكر جميع هذه المقاله، وقال أن هذا الإمام شيخى وسيدى، وساعدى وعضدي، ظالما عكفت في اعتابه، ولم ار ما يدنس ساحة جنابه، فعلمنا أن ما ذكر كذب وافتراء، بلا بين ولا مراء، وكيف يتصور ممن هو من أعظم علماء الدين، ورئيس المحققين والمدققين وقد بذل جهده في نشر رايات الشريعة، وتشييد منازلها الرفيعة وإرشاد السالكين، إلى طريق المقربين، أن يدعى لنفسه ما لا يتصور من اجهل الجاهلين، وطغاة المتمردين، الذين خلعوا من اعناقهم ربقة الدين، فإنه لو لم يكن يخش الله تعالى من ذلك، وحاشاه من سلوك هذه المسالك، لخشى أن ينحط قدره عند الانا، لعلمه أن هذا الكلام، لا يقبله هوام العوام، فإنه مما تأنفه الأسماع، وتمجه الطباع فعلم أن هذا اختلاق واختراع، تنفر منه القلوب وترتاع، نعم أخبرني الشيخ إسماعيل المذكور أنه وقع له في دار الأستاذ في بعض مجالسه الذكريه، عند اجتماع القلوب على الذكر الخفى والتوجه بالكلية انهم كانوا يسمعون أصواتا خفيه، ولا يرون اشخاصا جليه، وأن هؤلاء من مؤمنى الجن ذوى النفوس المطمئنة، جاؤا يرتعون حول رياض الذكر التي هي رياض الجنة، وانه سمع مع رفيق له أصواتا من داخل مكان مغلق، فلم ير فيه أحدا فثبت ذلك عنده وتحقق، وانه إنما أخبر ذلك الحاسد، بما رآه من هذه المشاهد، وانه اجتمع به بعض من طرده الأستاذ، وجاء به إلى ذلك الحاسد واستعان به ولاذ، قال أن هذا الرجل شهد بما اقول، فبنو تلك الفضول، على مجرد هذا المقول، ثم إن الشيخ إسماعيل المذكور كتب بخطه إليهم كتابا تبرأ فيه مما نسبوه إليه وشافهنى فيه خطابا (وصورة ما كتبه) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى سلام على عباده الذين اصطفى (اما بعد) فيقول المفتقر إلى ربه الغنى