أحد من أهل المذاهب الأربعة وإن الفتوى على أنه إذا أخذ الساحر والزنديق المعروف الداعى قبل توبته ثم تاب لم تقبل توبته ويقتل كذا في الدر وغيره انتهى ما قاله في رسالته، المنبهة على تهوره وجهالته، حيث زعم أن هذه العداوة بينهما لكون المشهود عليه جنيا وكاهنا وساحرا وكافرا وإن هذا أمر تحقق وثبت عند المسلمين الصلحاء، والعلماء الفقهاء فانظر إلى هذا الكذب الصريح والاجتراء، والبهتان والافتراء، ولو كان له أدنى المام واذعان، لما ادعى ما يكذبه فيه المشاهدة والعيان ولكن من كان قصده الباس الحق بالباطل والصد عن سبيل الله لا يشعر بما تكلم به اوفاه، فإن هذا الداء قد حل المشركين والكفار على انكار معجزات الأنبياء الاخيار، حتى نسبوهم إلى السحر والجنون وانهم على الله يفترون، وليت شعرى، إن كان صادقا فيما ادعى من أن هذا أمر محقق ثابت عند المسلمين الصلحاء، بل عنده العلماء الفقهاء، لم (بكسر اللام وفتح الميم) توقف اولا عن التفحص من الشهود، وزكى نفسه بالتجنب عن سوء الظنون ليسود، وليصدق فيما يأتى به من الافتراء المردود، وايضا كيف قبل شهادة العدو المطرود، الذي طرده بين عامة الناس غير مجحود وهلا نسبه إلى التهمة حيث لم يشهد بذلك إلا بعد طرد استاذه له عن أبوابه، وحرصه بعد ذلك على العود إلى خدمة جنابه، واعتقاده فيه مدة سنين، بأنه امام العارفين، ومن خلص الموحدين، وقد كان بين يديه على ابلغ ما يكون من الخضوع، ولم يظهر منه هذا الطعن إلا بعد يأسه من الرجوع، فكيف تكون شهادته مقبولة، وهي بالزور والافتراء مشمولة، وقد قال العلامة ابن حجر في فتاويه الحديثية وكثير من النفوس التي يراد بها عدم التوفيق إذا رأت من استاذ شدة في التربية تنفر عنه وترميه بالقبائح والنقائص مما هو عنه برئ وليحذر الموفق من ذلك فإن النفس لا تريد إلا هلاك صاحبها فلا يطيعها في الاعتراض على شيخه وإن رآه على أدنى حال حيث امكنه أن يخرج افعاله على تأويل صحيح ومقصد مقبول شرعا ومن فتح باب التأويل للمشايخ واغضى عن احوالهم ووكل أمرهم إلى الله تعالى واعتنى بحال نفسه وجاهدها بحسب طاقته فإنه يرجى له الوصول إلى مقاصده والظفر بمراده في السر والعلانية في اسرع زمن ومن فتح باب الاعتراض على المشايخ والنظر في افعالهم والبحث عنها فإن ذلك علامة حرمانه وسوء عاقبته وانه لا يفلح انتهى، وتسميته هذه الشهادة عادلة، من جملة دعاويه الباطلة، ودعواه أن الشهادة العادلة قطعية بلا خلاف بين أهل المذاهب، من الجهل المركب الذي هو من أعظم المصائب