للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ لا شك أن الشهادة خبر والخبر الصادق إنما يفيد الظن دون القطع عند عامة العقلاء، إلا الخبر المتواتر وخبر المؤيد بالمعجزة من الأنبياء، كما بين في أول العقائد النسفية وغيرها من الكتب الكلامية والاصولية، وإذا كانت هذه الشهادة على الطرد والابعاد مبنية، فكيف تكون عادلة فضلا عن كونها قطعيه وايضا كيف تكون دينية، حتى تقبل بلا تقدم دعوى شرعية، فإن المرشد لا يطرد من المريدين، إلا من هو من اخوان الشياطين، وما زعمه من قبول هذه الشهادة بلا تقدم الدعوى لكونها ليست من حقوق العباد، ناشئ عن الجهل المركب أيضًا أو عن الافتراء في الاحكام الشرعية والعناد، فإن تكفير شخص معين من أعظم حقوق العباد التي لا بدلها من حكم شرعى لدى حاكم موفق ذى رأى وسداد وليت شعرى كيف يدعى ثبوت ما ذكر عنده ثبوتا شرعيا ويجعله امرا قطعيا وحكما مرعيا، مع أنه غير مأذون من قبل الإمام، أو أحد نوابه بسماع الاحكام، ولم يرض لنفسه ادعاء منصب الافتاء، حتى غصب منصب القضاء، وكيف وسعه الاقدام على الجزم بكفر من هو من اجل الموحدين، بمجرد أخبار بعض الفسقة المتمردين، أو بمجرد داء الحسد الذي يضنى الجسد، بل يفسد الدين، الم يسمع قوله تعالى ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ وقوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (٥٨)﴾ وما أخرجه ابن ماجه (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) والديلمى (الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل) الم يسمع ما أخرجه البخارى عن أنس وأبي هريرة رضى الله تعالى عنهما أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال عن الله "من اهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة" وما قاله بعض الأئمة اعلم يا أخى وفقك الله وايانا، وهداك سبيل الخير وهدانا أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك منتقصهم معلومة، ومن اطلق لسانه في العلماء بالثابت، بلاء الله قبل موته بموت القلب، فليحذر الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم، الم يسمع قوله تعالى ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ﴾ وما أخرجه الشيخان عن أبي بكرة رضى الله تعالى عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الاشراك بالله وعقوق الوالدين" وكان متكئا فجلس فقال إلا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت، الم يسمع قوله صلى الله تعالى عليه وسلم فيما أخرجه مسلم "إذا أكفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما"

<<  <  ج: ص:  >  >>