وفي رواية (ايما رجل قال لاخيه كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال والا رجعت عليه) قال العلامة المحقق ابن حجر الهيثمي في كتابه الأعلام بقواطع الإسلام عن الروضة قال المتولى ولو قال لمسلم يا كافر بلا تأويل كفر لأنَّه سمى الإسلام كفرا ثم قال واعتمد ذلك المتأخرون كابن الرفعة والقمولى والنشائي والاسنوى والازرعى وأبي زرعة وصاحب الأنوار بل كثير منهم جزموا به من غير عزو ولم ينفرد المتولى بذلك بل سبقه إلى ذلك ووافقه عليه جمع من أكابر الاصحاب منهم الأستاذ أبو إسحاق الاسفرائيني والحليمي والشيخ مصر المقدسي وكذا الغزالي وابن دقيق العيد، بل قضية كلام هؤلاء أنه لا فرق بين ان يؤول اولا انتهى (وقال) العلامة ابن الشحنه في شرحه على الوهبانية والمختار للفتوى في جنس هذه المسائل، أن القائل لمثل هذه المقالات إن أراد الشتم لا يعتقده كفرا لا يكفر وإن كان يعتقده كفرا فخاطبه بهذا بناء على اعتقاده أنه كافر يكفر لأنَّه لم اعتقد المسلم كافرا فقد اعتقد دين الإسلام كفرا ومن اعتقد دين الإسلام كفرا كفر والله تعالى أعلم (وفى البحر الرائق ويكفر بقوله لمسلم يا كافر عند البعض والمختار للفتوى أنه يكفر أن اعتقده كافرا لا أن أراد شتمه انتهى (فهذه) الآيات والاخبار، فيها للمتقي اعتبار، وما اقبح من اثر عليها الترهات، والتزويرات المفتريات، ومن أراد اطفاء نور أبى الله إلا أن يتمه، فقد اعمى الله بصيرته واصمه، ولم يزل هذا الإمام مبتلى بعداوة الحساد، على عادة السادة الامجاد، فيشيعون عنه الزور من الكلام، ويسعون به إلى الأمراء والحكام، فيتضاءلون عند الانام حقارة، ويزداد كوكبه إضاءة وانارة.
(شعر)
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه … فالكل اعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها … حسدا وبغضا انه لدميم
وما اجدره أن ينشد بلسان قاله … مخبرا عن حقيقة حاله
(شعر)
سبقت العالمين إلى المعالى … بصائب فكرة وعلو همة
ولاح بحكمتي نور الهدى في … ليالي بالضلالة مدلهمة
يريد الجاهلون ليطفؤه … ويأبى الله إلا أن يتمه
ولا شك أنه لا يحسد إلا أهل الفضائل … ولا يسلم إلا ذوا الرذائل