الوجوه لان دعوى الكسوف ليست من علم الغيب لانه يدرك بالحساب فلا ضلال فيه ولا كفر لكن يكره الاشتغال به لأنه مما لا يعنى ولان الجاهل إذا سمع به ظن أنه من علم الغيب فيزجر فاعله ويؤدب عليه *وعن ابن الطيب ان ذلك جائز لانه مما يعلم بدقيق الحساب كالمنازل وهذا جائز تعلمه وتعليمه اجماعا فكذا الكسوف واعترض القول بتأديب قائله بانا إذا كنا نرى بالعيان صدقه واصابته كان ذلك مكابرة للحس واختلفوا في المنجم يقضى بتنجيمه فيقول انه يعلم متى يقدم فلان وما في الارحام ووقت نزول الامطار وحدوث الفتن والاهوال وما يسر الناس من الاخبار وغير ذلك من المغيبات فقال بعض المالكية انه كافر يقتل بلا استتابة وقال بعضهم يقتل بعد الاستتابة فإن تاب والا قتل وقال بعضهم يزجر ويؤدب* ووفق بعض محققهم بأنه ان كان يعتقد في النجوم أنها الفاعلة لذلك كله مستسرا بذلك فحضرته البينة أو اقر قتل بلا استتابة كالزنديق وإن معلنا به غير مسر بظهوره فهو كالمرتد فيستتاب والا قتل وإن كان مقرا بان النجوم لا تأثير لها في العالم والفاعل هو الله تعالى لكنه جعل النجوم دالة ولها امارة على ما يحدث في العالم فهذا يزجر عن اعتقاده ويؤدب عليه حتى يتوب عنه فإنه بدعة (ثم) قال في الفتاوى الحديثية وحاصل مذهبنا يعنى مذهب الشافعية في ذلك انه متى اعتقد ان لغير الله تعالى تأثيرا كفر فيستتاب فإن تاب والا قتل سواء اسر ذلك أو اظهره وكذا لو اعتقد انه يعلم الغيب المشار اليه بقوله تعالى لا يعلمها الا هو لانه مكذب للقرآن فإن خلا عن اعتقاد هذين فلا كفر بل ولا اثم ان قال علمت ذلك بواسطة القرينة والعادة الالهية أو نحو ذلك انتهى (وكذا) قال في كتابه الزواجر المنهى عنه من علم النجوم هو ما يدعيه اهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمان كمجئ المطر ووقوع الثلج وهبوب الريح وتغير الاسفار ونحو ذلك يزعمون انهم يدركون ذلك الكواكب لاقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الازمان وهذا علم استأثر الله تعالى به لا يعلمه أحد غيره فمن ادعى بذلك فهو فاسق بل ربما يؤدى به ذلك إلى الكفر فأما من يقول أن الاقتران والافتراق هو كذا جعله الله تعالى علامة بمقتضى ما اطردت به العادة الالهية على وقوع كذا وقد يتخلف فإنه لا اثم عليه بذلك وكذا الاخبار عما يدرك بطريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف بها الزوال وجهة القبلة وكم مضى وكم بقى من الوقت فإنه لا اثم فيه بل هو فرض كفاية انتهى (وقد) عملات قدمناه عن مختارات النوازل ان مذهب الحنيفة في ذلك كمذهب