للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعية (فقد) اتضح لك ما قررناه من جواز الاطلاع على بعض الأمور الغيبية معجزة أو كرامة أو امارة وعلامة عادية بتقدير الله تعالى اما لو ادعى ذلك من نفسه استقلالا أو بطريق أخبار الجن له بذلك زاعما عليهم الغيب أو بطريق الاستناد إلى تأثير الكواكب فهو كافر واما إذا اطلق وقال سيقع في اليوم الفلاني كذا وكذا فينبغى النظر في حال القائل فإن كان من أهل الديانة والصلاح والاستقامة يكون ذلك منه كرامة لأنه لا يخبر بذلك إلا عن صادق الالهام * أو عن كشف تام * أو عن رؤية منام* فقد وقع ذلك من ائمة الاعلام* كما مر عن الامامين أبي بكر وعمر وغيرهما وإن كان من آحاد الناس فقد مر عن عن البزازية من كتب الحنفية انه لو قال اعلم الاشياء المسروقة يكفر وكذا ما مر عنهم من لو ادعى علم الغيب نفسه يكفر * واما عند الشافعية فقد علمت ما مر من تفصيل الامام الرافعى (و) ينبغى اجراء هذا التفصيل عند الحنفية أيضا وحمل ما نقلناه عنهم على ما إذا ظهرت قرينة من حال ذلك القائل تدل على ارادة علمه ذلك من نفسه أو من أخبار الجن أو الكهنة معتقد اصدق ذلك * ففى جامع الفصولين روى الطحاوى عن اصحابنا لا يخرج الرجل من الايمان إلا جحود ما دخل فيه * ثم ما تيقن أنه ردة يحكم بها وما يشك انه ردة لا يحكم بها إذ الإسلام الثابت لا يزول بشك مع ان الإسلام يعلو وينبغي للعالم إذا رفع إليه هذا ان لا يبادر أهل الإسلام مع انه يقضى بصحة اسلام المكره انتهى (و) في الفتاوى الصغرى الكفر شيء عظيم فلا اجعل المسلم كافرا متى وجدت رواية انه لا يكفر انتهى (و) في الخلاصة وغيرها إذا كان في المسئلة وجوه توجب التكفير ووجه واحد يمنع التكفير فعلى المفتى ان يميل إلى الوجه الذي يمنع التكفير تحسينا للظن بالمسلم * زاد في البزازية إلا إذا صرح بارادة موجب الكفر فلا ينفعه التأويل ح (و) في التاتارخانية لا يكفر بالمحتمل لان الكفر نهاية في العقوبة فيستدعى نهاية في الجناية ومع الاحتمال لا نهاية انتهى كذا في البحر (و) قال بعد ذلك والذي تحرر أنه لا يفتى بكفر مسلم امكن حمل كلامه على محمل حسن أو كان في كفره اختلاف ولو رواية ضعيفة فعلى هذا فأكثر الفاظ التكفير المذكورة لا يفتى بالتكفير بها ولقد الزمت نفسى ان لا افتى بشيء منها انتهى كلامه رحمه الله تعالى (و) تمام ذلك في كتابنا تنبيه الولاة والاحكام* على احكام شاتم خير الانام * أو أحد اصحابه الكرام * عليه وعليهم الصلاة والسلام* فارجع إليه فإن فيه ما يشفى ويكفى في المرام * من جنس هذا الكلام [تنبيه] قد ظهر لك وبان * مما قررناه في هذا الشأن * ان من كان من أهل العلم والعرفان

<<  <  ج: ص:  >  >>