كالأولي أي أي شخص وقد خرجوا على هذين الوجهين قوله تعالى (مثلا ما بعوضة) ووقع في عبارة المطول كائنا من كان أنا أو غيرى فقال الفاضل الفنرى كائنا حال ومن موصوفة في محل نصب خبرا لكائنا والعائد محذوف أي كأنه واعترض بامتناع حذف خبر كان نص عليه ابن هشام وصاحب اللباب وغيرهما وأجيب بأنه ههنا سماعي ثبت على خلاف القياس ولو قيل كان تامة وفاعله راجع إلى من لم يحتج إلى ما ذكره وأنا خبر مبتدأ محذوف أي هو أنا أو غيرى أو بدل من من كان على أن يكون من قبيل استعارة الضمير المرفوع للمنصوب كما استعير للمجرور في ما أنا كانت انتهى (ومنها) قولهم بعد اللتيا والتي قال محقق الروم حسن جلبي الفنارى اللتيا تصغير التي على خلاف القياس لأن قياس التصغير أن يضم أول المصغر وهذا أبقى على فتحته الأصلية لكنهم عوضوا عن ضم أوله بزيادة لألف في آخره كما فعلوا ذلك في نظائره من اللذيا وذيا وذياك والمعنى بعد اللحظة الصغيرة والكبيرة التي من فظاعة شأنها كيت وكيت حذفت الصلة إيهاما لقصور العبارة عن الإحاطة يوصف الأمر الذي كنى بهما عنه وفي ذلك من تفخيم أمره ما لا يخفى انتهى وأصله أن العرب تقول ذلك في الأمر الصعب الذي لا يراد فعله والتزموا عدم ذكر صلة لهما لا لفظًا ولا تقديرًا لما مر فليغز ويقال أي موصول وليس له عائد وقد نظم ذلك بعض مشايخ مشايخنا.
يا أيها النحوى ذا العرفان … ومن حوى لطائف البيان
ما اسمان موصولان مبنيان … ولم يكونا قط يوصلان
(ومنها) قولهم أولًا وبالذات قال الفنرى في حواشي المطول أولًا منصوب على الطرفية معنى قبل وهو ح منصرف لا وصفية له ولذا دخله التنوين مع أنه افعل التفضيل في الأصل بدليل الأولى والأوائل كالفضلى والأفاضل وهذا معنى ما قال في الصحاح إذا جعلته صفة لم تصرفه تقول لقيته عاما أول وإذا لم تجعله صفة صرفته تقول لقيته عاما أولًا معناه في الأول أول من هذا العام وفى الثاني قبل هذا العام والباء في الذات بمعنى في وهو معطوف على أولًا أي في ذات المعنى بلا واسطة (ومنها) قولهم وهذا الشيء لا محالة كذا وهى مصدر ميمى بمعنى التحول من حال إلى كذا بمعنى تحول إليه وخبر لا محذوف أي لا محالة موجود والجملة معترضة بين اسم أن وخبرها مفيدة تأكيد الحكم (ومنها) قولهم لا أفعله البتة وهى مصدر من البت بمعنى القطع وفي القاموس لا أفعله البتة وبتة لكل أمر لا رجعة فيه انتهى والمشهور على الألسنة أن همزتها