همزة قطع وبه صرح الإمام الكرماني في شرح البخارى ورده الحافظ ابن حجر في شرحه فتح البارى بما حاصله أنه لم ير أحد من أهل اللغة صرح بذلك ونازعه البدر العينى في شرحه أيضًا بأن عدم رؤيته واطلاعه على التصريح بذلك لا ينافي وجوده قلت القياس يقتضى ما قاله الحافظ فإنه من المصادر الثلاثية وهمزاتها همزة وصل ومنازعة العينى لا تثبت المدعى نعم قد يقال من حسن الظن بالإمام الكرماني أنه لا يقول ذلك من رأيه مع مخالفته لقياسه على نظائره فلوك وقوفه على ما ثبت في ذلك لما قاله وصرح بعض الفضلاء بأن المشهور كونها همزة قطع وأنه مما خالف القياس وهو يؤيد ما قاله الكرماني والله تعالى أعلم بحقيقة الحال ثم رأيت في الشرح الكبير للعلامة الدماميني على المغنى عند قوله في باب الهمزة ولو كان على الاستفهام الحقيقى لم يكن مدحا البتة ما نصه هي بمعنى القول المقطوع به قال الرضى وكان اللام فيها في الأصل للعهد أي القطعة المعلومة التي لا تعدد فيها فالتقدير هنا أجزم بهذا الأمر وهو أنه لو كان على حقيقة الاستفهام لم يكن مدحًا قطعة واحدة والمعنى أنه ليس فيه تردد بحيث أجزم به ثم يبدو لي ثم أجزم به مرة أخرى ليكون قطعتين أو أكثر بل هو قطعة واحدة لا شيء فيها للنظر فالبتة بمعنى القطعة ونصبها نصب المصادر انتهى وفى هذا إشارة ظاهرة إلى أن الهمزة همزة وصل بل كلام الرضى كالصريح في ذلك اللهم إلا أن يكون ذلك بناء على ما هو القياس فلا ينافي ما قدمناه من أن قطع همزتها مما خالف القياس ثم رأيت التصريح بذلك في تصريح الشيخ خالدا زهرى في بحث المعرفة حيث قال البتة بقطع الهمزة سماعا قاله شارح اللباب والقياس وصلها انتهى بحروفه فليتأمل (ومنها) قولهم فضلا كقولك فلان لا يملك درهما فضلا عن دينار ومعناه أنه لا يملك درهما ولا دينار أو أن عدم ملكه للدينار أولى من عدم للدرهم وكأنه قال لا يملك درهما فكيف يملك دينارًا وانتصابه على وجهين محكيين عن الفارسى أحدهما أن يكون مصدرًا بفعل محذوف وذلك الفعل نعت للنكرة والثانى أن يكون حالًا من معمول الفعل المذكور وهو درهما وإنما ساغ مجيء الحال منه مع كونه نكرة للمسوغ وهو وقوع النكرة في سياق النفى والنفى يخرج النكرة من حيز الإبهام إلى حيز العموم وضعف الوصف فإنه متى امتنع الوصف بالحال أو ضعف ساغ مجيئها من النكرة فالأول كقوله تعالى ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾ فإن الجملة المقرونة بالواو لا تكون صفة خلافًا للمزمخشرى والثاني كقولهم مررت بماء