للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الأول من الطويل والقافية من المتواتر)

لقد مات بالبيضاء من جانب الحمى فتى كان زينًا للمواكب والشرب

تظل بنات العم والخال حوله صوادي لا يروين بالبارد العذب

يهلن عليه بالأكف من الثرى وما من قلى يُحثى عليه من التراب

البيضاء موضع، وكذلك الحمى ها هنا موضع، لا يروين بالماء البارد لشدة حزنهن. المعنى: يرثيه ويثني عليه، لأنه كان زين الفرسان والندمان، ويذكر شدة جزع بنات عمه وخاله وأنهن يهلن التراب عليه تعللًا لا مقتًا.

(٥٦)

وقالت جارية توفيت أمها فأضرت بها امرأة أبيها، إسلامية:

(الأول من الوافر والقافية من المتواتر)

ولو يأتي رسولي أم سعد أتى أمي ومن يعنيه حاجي

ولكن قد أتي من بين ودي وبين فؤاده غلق الرتاج

ومن لم يؤذه ألم برأسي وما الرئمان إلا بالنتاج

أم سعد أمها، ومن تعنيه حاجي أي من تهمه حاجتي، وتعني بالبيت الثاني امرأة أبيها، أي قد أتى رسول من لا يصل ودي إلى فؤاده لانغلاق باب مودته علي، ومن لم يؤذه ألم برأسي أي لا يجزع لسقمي، ثم قالت: وما الرئمان إلا بالنتاج أي ليس العطف والمحبة إلا بالمودة، ويقال: رأمت الناقة الفصيل ترأم، ويرى "من بين ودي" بكسر الميم يرجع إلى الأم. والأول يحتمل أن المراد فيه ولكن قد أتى من بين ودي إياها، ومعنى: غلق الرتاج القبر أي قد حيل بين فؤادها وبين مودتي بالموت، وهذا وجه مردود، والوجه هو الأول لقولها: "وما الرئمان إلا بالنتاج" وحكم الولادة بين الرجل وولده، وقيل: إنها تشكو الرسول قلة عنايته بأمرها. المعنى: تتأسف على أمها وتشكو رابتها، وتشير إلى أن قلة عنايتها بأمرها لم تلدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>