للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لتعد المنايا بالعين غير المعجمة أي لتصب، ولتغد بالغين أيضًا، والأول أجود، ومحللة يعني مطلقة، والمولى ها هنا ابن العم، ومعنى البيت الثاني يحتمل وجهين: أحدهما أن ابن عمه كان عزيزًا في حياته، عاليًا فوق غيره كمن علا على مكان مرتفع، فذل بعد موته، فصار كمن هو في مسيل يجتاحه السيل فضرب النجوة والمسيل مثلًا للعز والذل، والآخر أن ابن عمه كان ينزل على نجوة من الأرض تعرضًا للأضياف لتهتدي إليه، فحل الموالي بعده بمنخفض من الأرض لأنهم افتقروا وليس عندهم ما يقرون به الضيف، لا ينزل التلاع الأجبان أو كريم، ولا يلزم الوهاد إلا لئيم أو فقير، ونجاد السيف حمالته وكلما كان الرجل أطول كان النجاد أطول، وقوله وهم أي قوى وأصله في الإبل. المعنى: ما بقي بعده من يصعب علي موته فليمت من كان، ويصف المرثي بالطول والهيبة والقوة، ويقول: إذا أعانك فكأنما تصول على عدوك بجماعة كنفس واحدة.

(٨٤)

وقال مسافع بن حذيفة العبسى:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

أبعد بني عمرو أُسر بمقبل من العيش أو آسى على أثر مدبر

وليس وراء الشيء شيء يرده عليك إذا ولى سوى الصبر فاصبر

أي ليس وراء الشيء الفائت شيء يرده فحذف الصفة بدلالة الكلام. المعنى يقول: قد ذهب من كنت أريد عيشي لهم فالآن لا أسر بما يقبل منه، ولا أحزن على ما يدبر منه، ثم اعترف بأن الفائت لا يرده إلا الصبر فجعل الأجر الذي هو عوض عن الفائت بمنزلته.

سلام بني عمرو على حيث هامكم جمال الندي والقنا والسنور

<<  <  ج: ص:  >  >>