للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعد أبي ربيعة عبد عمرو ومسعود وبعد أبي هلال

أصابتهم حميدين المنايا فدى عمي لمصبحهم وخالي

أولئك لو جزعت لهم لكانوا أعز علي من أهلي ومالي

أمامة اسم امرأة، قال: خبرتني بارتحالها لتحزنني، ثم أظهر قلة المبالاة بها فقال: فلا بك ما أبالي، على الدعاء أي لا يقع ما أبالي. أقسم بها، ويروي "ولا بك" بالواو، ويروي "فآبك" أي أبعدك الله وها أجود معنى وأنسبه بما بعده، والتقالي التباعض، أي أن شئت سيري، وإن شئت أقيمي فإني أقليك على كل حال، ثم بين أن بغضه أياها ليس لجناية من جهتها، ولكنه لما سئم من عيشه بموت قومه، وفارس ذي طلال - بطاء غير معجمة - قيل: أنه فرسه وذكر بعضهم أنه موضع ببلاد مرة وقتل المرثي هناك، فنسبه إليه. والأول أظهر، وقوله لمصبحهم أي موضع أباحهم في قبورهم يعني تربته يقول: صبرت عن أولئك ولم أجزع فكيف لا أصبر عنك. المعنى: يصف قلة مبالاته بشأن امامة شغل قلبه بهلاك قومه.

(٨٩)

وقال قراد بن غوية بن سلمى بن ربيعة بن زبان:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

ألا ليت شعري ما يقولون مخارق إذا جاوب إلهام المصبح هامتي

ودُليت في زوراء يُسفى تُرابها علي طويلًا في ثراها إقامتي

وقالوا ألا لا يبعدن اختياله وصولته إذا القروم تسامت

ويروي "ودليت في غبراء" ويروي "ألا لا يبعدن احتياله" بالحاء غير المعجمة، مخارق ابن أخيه، وكان العرب تزعم أن الرجل إذا قتل خرج من قبره طائر يدعى الهامة والصدى فلا يزال يقول: اسقوني حتى يدرك ثأره، وهذا من أباطيلهم، وقوله "ودليت في زوراء" أي أرسلت في قبر ملحد، والأزور المعوج،

<<  <  ج: ص:  >  >>