للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبيصا تريد قبيصة فرخمت، إذا ما الشح أبهم قفله أي منع البخل الأيدي عن الإنفاق، واشتد على الناس المعاش، وعم الجدب يطوى حينئذ بطنًا خميصًا، ومن الزاد الخبيث أي مما يصعب عليه تناوله:

وكأنه صقر بأعلى مربأ من كل مرتبأٍ تراه شخيصا

يسر الشتاء وفارس ذو قدمة في الحرب إن حاص الجبان محيصا

المرتبأ: المكان العالين شبهته بالصقر في خفته، وجعلته موفيًا على المراقب، وهذا يحتمل وجهين أحدهما كما ذكرنا في قوله طلاع النجاد وطلوع الثنايا، والثاني أنه يحفظ أصحابه ليلًا من بغتة العدو الروابي كالصقر، وقولها "يسر الشتاء" أي ذو يسر وأكثر ما سمع في الجمع، ويجوز في الواحد، وذو قدمة أي ذو تقدم في الحرب، وإن حاص الجبان محيصًا يعني أن عدل الجبان عن التقدم، ومحيص مصدر ها هنا. المعنى: ترثي أخاها قبيصة وتصفه بأنه كان زين مجلس الشرب، وندى الخصومة، وتصفه بالعفة والخفة والنجدة، والندي المجلس ولكنه يستعمل في مجتمع الناس لأمر يحز بهم، والمجلس للشرب والطرب واللهو وغير ذلك.

(١١٠)

وقال عكرشة أبو الشغب العبسي يرثي بنيه، إسلامي:

(الأول من الطويل والقافية من المتواتر)

سقى الله أجداثًا ورائي تركتها بحاضر قنسرين من سبل القطر

مضوا لا يريدون الرواح وغالهم من الدهر أسباب جرين على قدر

ولو يستطيعون الرواح تروحوا معي وغدوا في المصبحين على ظهر

<<  <  ج: ص:  >  >>