للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصلت بين المضاف والمضاف إليه بالظرف، وذلك قليل إلا في الشعر عند الضرورة، والنبوة كالجفوة، والمعنى: تصفهما بمعاونة المضطر إذا دعاهما.

هما يلبسان المجد أحسن لبسة شحيحان ما اسطاعا عليه كلاهما

شهابان منا أوقدا ثم أخمدا كان سنًا للمُدلجين سناهما

ما اسطاعا أي ما استطاعا، وقولهما شحيحان أي شحيحان على المجد لا يفارقانه، والسنا الضوء مقصور، والشهاب النجم تقول: كانا نجمين طلعا ثم غابا، وكان الناس يستضيئون بهماز المعنى: تصفهما بحب المجد وأداء حقه وتشبههما بنجمين يستضيء بهما المدلجون إلا أنهما لم يدوما.

هما الفتيان لم يمرا فيلفظا ولم يحلوا لمن أراد أذاهما

لم يمرا من المرارة، أرادت قول الناس "لا تكن حلوًا فتسترط ولا مرًا فتُلقى" المعنى: تقول لم تكن فيهما شراسة تنفر الناس عن صحبتهما، ولا لين يجرئ الناس عليهما.

إذا نزلا الأرض المخوف بها الردى يُخفض من جاشيهما مُنصلاهما

الجأش القلب، ولم يسمع له بجمع، والمنصلان: السيفان ها هنا، ويروى "يسكن" المعنى: تصفهما بالجرأة والاعتماد على السيف في موضع الخوف.

إذا استغنيا حب الجميع إليهما ولم ينأ عن نفع الصديق غناهما

إذا افتقرا لم يجثما خشية الردى ولم يخش رزءًا منهما مولياهما

حب بمعنى حبب، وحب على ما لم يسم فاعله، ولم يجثما أي لم يسقطا مكانهما فعل العاجز، ولم يخش أبناء عمهما جنايتهما، ورزءًا: جناية، تقول: كان غناهما مشتركًا، ولم يعجزها الفقر ولم يحملهما على الجناية في [أقاربهما].

<<  <  ج: ص:  >  >>