للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١٢٣)

وقالت عمرة الخثعمية ترثي ابنيها، وقال البرقي هي لمحياه بن طليق بن جشم، وأنشد أبياتًا ليست في الاختيار هي:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

نعى ابني مخل صوت ناع أصمني فلا آب محبوًا بريد نعاهما

وجاز إلى الناس حتى أعجني يُخبرني بابني أن لن أراهما

بُنيا عجوز خرم الدهر أهلها فما أن لها إلا الإله سواهما

أصمني: ساء أذني فجعله بمنزلة الصمم، فلا آب محوًا أي لا رجع مكرمًا معطى من صوته إذا أعطيته، والبريد الرسول، وفي الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا أبردتم إلى بريدًا فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم" وأعجبني من العجيج وهو الصوت، وخرم أي قطع بالموت.

لقد زعموا أني جزعت عليها وهل جزع أن قلت وابأباهما

بأباهما تريد بأبي هما، كما تقول بأبي أنت، ولكنه لغة بعض العرب يقلبون ياء الضمير ألفًا يقولون: هذا أبا وأنت أخا بمعنى أبي وأخي. المعنى: تستقل الجزع عليهما وتقول: زعموا أني جزعت وليس بجزع أن أفديهما بأبي.

هما أخوا - في القوم - من لا أخا له إذا خاف يومًا نبوة فدعاهما

ويروى "هما أخو في الحرب" وقولها: "أخوا في القوم من لا أخا له"

<<  <  ج: ص:  >  >>