فيا رب إن أهلك ولم ترو هامتي بليلى أمت لا قبر أعطش من قبري
يعني لم يذهب عطشها، ويروي "ولم ترو هامتي" والمعنى فيه قولان: الأول يا رب لم تروني من ليلى قبل أن أموت بما يروي به المحب من حبيبته من نظرة وألفة، لم يكن قبر أعطش من قبري، أي لا مقبور أعطش مني، وخص الهامة بالعطش لأنها محله، والثاني أنه مبالغة في النحول والهلاك من حبها أي صار هامة كما يزعمون، أن الميت يصير بعد موته هامة أي يخرج من دماغه، فإذا كان مقتولًا ولم يدرك بثأره لا يزال يقول: اسقوني إلى أن يثأر، ويقال للشيخ الفاني: هو هامة يومه أو غده، فعلى هذا الوجه معناه إن لم يرو الخيال الباقي مني من ليلى فلا هامة أعطش من هامتي.
وإن أك عن ليلى سلوت فإنما تسليت من يأس ولم أسل من صبر
وإن يك عن ليلى غنى وتجلٌد فرب غني نفٍس قريٍب من الفقر
إن تركت ذكر ليلى فسلوي سلو يأس لا صبر، ثم قال: إن استغنيت بامرأة غيرك فليست هي عوضًا منك، وكل ما تقنع به النفس فقر، فغناي بغيرك كالفقر إليك.