للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجوى: داء في الجوف. المعنى: يستلذ بحبها ويستديم السقم الذي يكون منه ويودع السلو عنه إلى يوم القيامة.

عجبت لسعي الدهر بيني وبينها فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر

إن قيل: كيف يستقيم هذا البيت لأنه استدام الجوى في البيت الأول، ويذكر في هذا انقضاء ما بينهما قيل: الأول على ما فسر صحيح، ولم يقل في الثاني انقضى الحب، ومعناه أن الدهر لم يزل يسعى في فساد ألفتنا فلما انقضى ما بينا من جهة الدهر أي فرق بيننا سكن الدهر، فليس يسعى في إفسادها ما بين محبين غيرنا، وقال بعضهم: معناه يسعى بيننا بعوائقه، فلما اجتمعنا ووصل كل منا إلى مناه يئس الدهر من الفساد بيننا فسكن سكون يائس.

(٩)

وقال أيضًا:

"من الكامل والقافية من المتواتر"

بيد الذي شغف الفؤاد بكم تفريج ما ألقى من الهم

أي الذي غلب الحب على قلبي، ومعناه الله الذي شغفني بكم هو القادر على تفريج الغم عني.

ويقر عيني وهي نازحٌة ما لا يقر بعين ذي الحلم

أني أرى وأظن أن سترى وضح النهار وعالي النجم

يقر عيني ما لا يقر عين حليم عاقل، وأفرح باليسير الذي لا يفرح به عاقل، وهو أن أرى وضح النهار وعالي النجم وأظن أنها ستراها، وأني أرى: بدل من ما لا يقر، وهذا كقول الآخر في المعنى:

<<  <  ج: ص:  >  >>