للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فبتنا بيْن ذاك وبيْن مسْك ... فيَا عجبا لعيْش لَو يدوم

وفينَا مسمعات عنْد شرْب ... وغزلان يعُد لها الحميم

وبين مسك أي طيب, وغزلان يعني الجواري, يعد لها الحميم يعني الماء الحار للاغتسال كناية عن الجماع, وقيل: انهم كانوا يسقون الجواري الخمر, وكانوا يعللوهن بالغسل والماء الحار, وقيل: انهم كانوا يشربون الخمر في الشتاء بالماء الحار فلذلك ذكر الحميم, والأول الوجه. المعنى يصف مبيته في اللهو واللذة والطيب والغناء والتمتع بالجواري.

نطوِّف مَا نطوِّف ثُم يأوي ... ذوُو الأموال منَّا والعديِم

إلى حفَر أسافلهُن جوف ... وأعلاهُن صفاح مقيِم

إلى حفر يعني القبور, وأسافلهن جوف جمع جوفاء, وأجوف يعني اللحد, والصفاح الحجارة العراض يطبق بها فوق اللحد والقبر, الواحدة صفاحة.

المعنى: هذه الأبيات بالزهد أشبه منها بالنسيب, لأنه ذكر التنعيم والتلذذ, وختم بالموعظة وذكر القبر يقول: مصير الغني والفقير منا إلى القبور.

(٣٢)

وقال اياس بن الأرت الطائي, إسلامي:

((الأول من الطويل والقافية من المتواتر))

هلُم خليلي والغوايَة قَد تصبِي ... هلم نحَي المنتشين مِن الشرْب

نسَل ملامات الرجال بريَّة ... ونفْر شرور اليوْم باللهْو واللعْب

المنتشين يعني السكارى, والنشوة السكر, والغواية قد تصبي إي تزيغ عن الرشد, نسل أي نزيل ونخرج لأن الإنسان إذا عمل فيه الشراب لا يعمل فيه اللوم، فإنه أزاله عن نفسه ممن حيث لا يفكر فيه، وبربة هي فعلة من رويت، ونفري أي

<<  <  ج: ص:  >  >>