للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعرفْت مغناهَا لمَا ضمنَت ... منِّي الضلوع لأهلهَا قبْل

تؤودها: تثقلها, والعقل جمع العقال, لما ضمنت يعني لما أضمره من محبة أهلها لأجلها. المعنى: يحلف بالبدن التي تنحر يوم مني أنه عين البصير بمنازلها يعرفها لو تغيرت, لما تردد إليها في هواها.

(٣٦)

وقال آخر:

((الثاني من الطويل والقافية من المتدارك))

مريضات أوبات التهادِي كأنما ... تخاف على أحشائها أَن تقطعَا

قوله: مريضات أوبات التهادي, جعل أوبات تهاديها مريضة أي ضعيفة, والتهادي التمايل, كأن هؤلاء النسوة تخاف على أحشائها أن تقطعا أي تقطع لدقة خصورهن وعظم أردافهن, ثم شبه مشيهن بدبيب الحية في البرد في البيت الثاني فقال:

تسيب انسياب الأيْم أخضرَه الندَى ... فرفَع مِن أعطافِه مَا ترفعَا

الأيم والأين الحية, وسابت وانسابت جرت, وأخصره الندى أصابه الطل, خصر الرجل إذا آلمه البرد, فرفع لأن الحية أعجز شئ في البرد فإذا حلت على وجه الأرض تجتهد أن ترفع نفسها عن وجه الأرض لئلا يصيبها بردها, ولا تقدر على ذلك لضعفها من البرد فترفع رأسها وتجر سائرها برفق. المعنى: يصف تأني مشي النساء لكبر أردافهن, وشبه مشيهن بدبيب الحية الخصرة.

(٣٧)

وقال آخر:

<<  <  ج: ص:  >  >>