للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بيضاء تسحَب مِن قيام فرعها ... وتغيِب فيِه وهْو وحْف أسحَم

فكأنها فيِه نهار ساطِع ... وكأنَّه ليْل عليهَا مظلِم

فكأنها أي كأن الجارية في الشعر الأسحم نهار, وكأن الشعر عليها ليل مظلم, المعنى: يصف طول ذوائبها مع شدة سواد وحسن وجهها, وشبه حسن وجهها بالنهار العالي, وشعرها بالليل المظلم.

(٣٩)

وقال آخر:

((الثاني من الطويل والقافية من المتدارك))

تأملتهَا ... مغترَّة ... فكأنمَّا ... رأيْت بهَا مِن سنَّة البدْر مطلعَا

اذَا مَا ملأْت العيْن منها ملأتهَا ... مِن الدمْع حتَّى أنزَف الدمْع أجمعَا

سنة البدر صفحته, وكذلك سنة الوجه, يعني لما طلعت فكأن البدر طلع بطلوعها فرأيته, والمغترة: الغافلة. المعنى: يصف حسن وجهها واستيلاء البكاء عليه عند رؤيتها, حسرة وتلهفا عليها, يقول: رأيتها مغترة أي لا تمكن من النظر إليها, أي هي تتستر, فأنا رأيتها على غفلة, فكأنما رأيت البدر, ويحتمل أن يكون المراد رؤيتها بغتة غير متصنعة, لأن النساء إذا أحسن بالرجال تزين لهم, فرآها غير متزينة فكانت كالبدر, فإذا تزينت كانت أحسن وأفتن.

(٤٠)

وقال كثير, وكثير تصغير كثير أو كثار:

((الثاني من الطويل والقافية متدارك))

وددْت ومَا تغنِي الودادَة أننِي ... بمَا في ضمير الحاجبيَّة عالِم

<<  <  ج: ص:  >  >>