للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١١٧)

وقال ابن الدمينة:

(الثالث من الطويل والقافية من المتواتر)

وأنت التي كلفتني دلج السرى وجون القطا بالجهلتين جثوم

وأنت التي قطعت قلبي حزازة وقرفت قرح القلب فهو كليم

الجلهتان موضع، وجون القطا سودها، وجثوم جمع جاثم، وقرفت قرح الفؤاد أي قرفت القرح في قلبي فما فيه موضع إلا وفيه جرح، وكليم جريح.

وأنت التي أحفظت قومي فكلهم بعيد الرضا داني الصدود كظيم

أحفظت قومي: أغضبتهم عليّ، لأنهم كانوا يمنعونني عن هواك فكلهم بعيد الرضا داني الصدود لأجلك، لا يكاد يرضى عني. المعنى: يعاتب خلته في سير الليل لأجلها والطير نائمة وفي ايحاشها إياه، ويصف المبالغة في حزنه، ومعاداة قومه إياه لأجلها.

(١١٨)

فاجابته أمامة فقالت:

(الوزن ذاته والقافية ذاتها)

وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني وأشمت بي من كان فيك يلوم

وأبرزتني للناس ثم تركتني لهم غرضًا أرمي وأنت سليم

فلو أن قولاً يكلم الجسم قد بدا بجسمي من قول الوشاة كلوم

تقول: جعلتني للناس بمنزلة الهدف يرمونني بالسهام وأنت سالم من ذلك، ويكلم يجرح. المعنى: تعاتبه مجيبة بأنه أخلفها وعده، وأشمت بها لوامها، وجعلها شهرة تذكر بما تكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>