مفعولين، فالأول التاء والثاني سوداء والثالث مريضة، قال الديمرتي جعلها سوداء القلوب لقساوة قلبها، وإنما جمع فقال القلوب لأنه يريد ما اتصل بالقلب وهو ما حواليه، كما يقال: فلان لبن الأجياد وعظيم المناكب، وقيل: سوداء القلوب كان اسمها فأضافها إلى القلوب لتعلق القلوب بها، كما قال ابن الدمينة:
قفي يا أميم القلب نقض تحية ونشك الهوى ثم افعلي ما بدا لك
وهذا وجه حسن، وقيل: إنه جعلها سوداء القلوب أي محبوبة فمحلها أوساط قلوب الناس.
فوالله ما أدرى إذا أنا جئتها أوبرئها من دائها أم أزيدها
المعنى: يصف قصده عيادة من يهواه، ويحلف أنه لا يدري أيبرئها من دائها أنسأ بلقائه أم يزيدها في دائها خوفًا من أهلها عليه وشفقة.
(١٣٣)
وقال بعضهم:
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
وإني على هجران بيتك كالذي رأى نهلاً ربًا وليس بناهل
يرى برد ماء ذيد عنه وروضة برود الضحى فينانة بالأصائل
الناهل: الريان هنا، ويكون العطشان في غيرها، وبرود الضحى أي طيبًا