للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى ضوء نار يشتوي القد أهلها وقد يكرم الأضياف والقد يشتوى

فرجة والرحى: موضعان. يشتوي القد أي يشوون لأنفسهم والقد الجلد، وإنما اشتووه لضيقة لحقتهم، فلم يقدروا على اللحم، وقوله: وقد يكرم الأضياف ... الخ يعني أن الكريم يكرم الأضياف في وقت الضيق والشدة.

فلما أتونا فاشتكينا إليهم بكوا وكلا الحيين مما به بكى

بكى معوز من أن يلام وطارق يشد من الجوع الإزار على الحشا

يقول: كل واحد من الحيين منا، ومن الذين أتوا بكى لما بهم، ثم فسر قوله بكى معوز يعني نفسه، والمعوز المحتاج، يقول: يشد من الجوع الأزار على الحشا أي ليستمسك فقد أضعفه الجوع.

فأطلفت عيني هل أرى من سمينة تدارك فيها ني عامين والصرا

ويروى "وطنت نفسي للغرامة والقرى" وهو أحسن، وقوله فالطفت عيني أي ضممت أجفاني فعل من يدق النظر في الشيء، أي فعل كذلك لأنه يجتمع شعاع عينه فيكون بصره أقوى، وني عامين الني الشحم والصرا الغزارة، وهو أن لا يحلب لبنها لئلا تهزل، ومنه المصراة

فأبصرتها كوماء ذات عريكة هجانًا من اللائي تمتعن بالصوى

كوماء: ناقة عظيمة السنام، وجمعها كوم، والعريكة السنام، وقوله تمتعن بالصوى يعني بالأسمنة ويروي "بالصوى" بفتح الصاد وهو أن لا تحلب فيذهب لبنها وهو أسمن لها وأقوى يريد هل أرى في إبلهم ما لها هذه الصفة.

فأومأت إيماءً خفيًا لحبتر ولله عينا حبتر أيما فتى

<<  <  ج: ص:  >  >>