قوله ولا أكلمها .... الخ أي أسرها ريبة. يصف سخاءه في تقديم الطعام وعطاه الجارة إذا جاءت سائلة، وعفافه عما يسوئها، واجتنابه مما يرتاب الناس في أمره معها.
(٥٦)
وقال المساور بن هند بن قيس بن زهير، إسلامي كان في زمن عبد الملك بن مروان:
(الثالث من الطويل والقافية من المتواتر)
فدي لبني عبد غداة دعوتهم بجو وبال النفس والأبوان
إذا جارة شلت لسعد بن مالك لها ابل شلت لها ابلان
إذا جارة شلت لسعد بن مالك لها ذمة عزت بكل مكان
لبني عبد يعني بن الحارث بن سعد بن مالك من بني أسد، وبال: ماء لبني أسد، وسعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان. المعني: يفدي نفسه وأبويه بني عبد بن الحارث، ويذكر اعتزاز الجار بهم، ومنعتهم، وأنهم لا يحتملون ضيم أحد.
إذا سئلوا ما ليس بالحق فيهم أبي كل مجني عليه وجان
ودار حفاظ قد حللتم مهانة بها نيبكم والضيف غير مهان
النيب جمع ناب وهو المسن من الإبل، ودار حفاظ هي التي يقيم بها أهلها في الجدب والخصب، يحافظ عليها ضنًا بها، ومهانة بها نيبكم أي تنحرونها للأَضياف. المعني: صرف الكلام عن الخبر إلي الخطاب، يقول: إنكم تكرمون الضيف وتهينون الإبل هبة ونحراً.