للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويروى (لاطباخ لهم)) أي لا عقل, وقيل بل المعنى: المال يغشى رجالًا لا ينتفعون به كما أن الشجر البالي لا ينتفع بالسيل إذا أصابه, ومن روى لا طباخ بهم يعني لا خير فيهم من قولهم: هذا لحم لا طباخ به أي لا يطبخ مثله.

أصل عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال

أحتال للمال إن أودى فأكسبه ولست للعرض إن أودى بمحتال

المعنى يقول: أبذل مالي كي لا يلزمني من عيب, فلا خير في صلاح المال بعد فساد النفس لأن المال يمكن جمعه بالحيلة بعد هلاكه, والنفس لا حيلة لها في ردها إذا هلكت.

(٦٩)

وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي, إسلامي:

((الثالث من الطويل والقافية من المتواتر))

دعوت إليها فتيًة بأكفهم من الجزر في برد الشتاء كلوم

إذا ما اشتهوا منها شواًء سعى لهم به هذريان للكرام خدوم

دعوت إليها يعني ناقة, قال من تعاطي تفسير هذا الكتاب يعني أن برد الشتاء قد اشتد عليهم فتزلقت أكفهم فصار فيها شقوق كالجراحات, والصواب عندي أن يكن المراد بأكفهم كلوم سرعة ما يفصلون الجزور استعجالا لإطعام الضيف فتصيب الشفرة أيديهم, والدليل على هذا الوجه قوله من الجزور, ولم يقل من البرد, هذريان خفيف في كلامه وخدمته. المعنى: يصف ناقة نحرها لضيوفه ودعا

<<  <  ج: ص:  >  >>