(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
وداٍع دعا بعد الهدوء كأنما يقاتل أهوال السري وتقاتله
دعا بائسًا شبه الجنون وما به جنون ولكن كيد أمر يحاوله
فلما سمعت الصوت ناديت نحوه بصوٍت كريم الجد حلٍو شمائله
فأبرزت ناري ثم أثقبت ضوءها وأخرجت كلبي في البيت داخله
المعنى يقول: كم داع بالليل مكابد هول السرى, شديد الحيرة ناديته بصوتي وأوقدت له ناري وأخرجت له كلبي ليسمع فيجيء.
فلما رآني كبر الله وحده وبشر قلبًا كان جمًا بلابله
فقلت له أهلًا وسهلًا ومرحبًا رشدت ولم أقعد إليه أسائله
المعنى يقول: لما رآني فرح واستبشر فرحبته وأكرمته, لم أسائله عن أحواله بل قمت إلى أعداد ما يطعمه.
وقمت إلى برٍك هجاٍن أعده لوجبة حق نازٍل أنا فاعله
بأبيض خطت نعله حيث أدركت من الأرض لم تخطل علي حمائله
البرك: الإبل الكثيرة الكثيرة الواحد بارك, لوجبة حق, ويروى ((لنوبة حق)) , وقوله أبيض خطت نعله أي بسيف طويل يخط نعله في الأرض يعني نصل السيف, ولم تخطل لم تضطرب لطول قامتي. المعنى: لما نزل الضيف قمت إلى ابل كريمة معدة لقضاء الحقوق بسيف صقيل طويل, لم يطل علي لطول قامتي.
فجال قليلًا واتقاني يخيره سنامًا وأملاه من الني كاهله
فجز وظيف القرم في نصف ساقه ... وذاك عقال لا ينشط عاقله
ويروي ((فخر وظيف القرم)) أي سقط وظيفه, وسمى ضربة السيف عاقلا, لأنه ضربه في موضع العقال, لا ينشط عاقله أي لا يحله أبدًا, يقول: