للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هبت: قامت من نومها, وإنما هبت بليل لأنها لا تتمكن منه بالنهار لاشتغاله بخدمة الضياف فانتهزت الفرصة ليلًا, ويروى ((قامت علي تلومني)) المعنى: كم عاذلة لا متني ليلًا لأنها تتمكن مني نهارًا, فقلت لها: إن الجود لا يهلكني, والشخ لا يخلد الشحيح.

وتذكر أخلاق الفتى وعظامه مغيبة في اللحد باٍل رميمها

ومن يبتدع ما ليس من خيم نفسه يدعه ويغلبه على النفس خيمها

المعنى يقول: إذا مات الفتى تذكر أخلاقه فيحمد ويذم, فلا تلوميني على اقتناء المدح لنفسي, ثم قال: من تكلف ما ليس من خلقه غلب المتكلف طبعه, أي خلقي الجود فلا يمكنني أن أتعود غيره, والطبع أغلب والعادة أملك.

(٨٣)

وقال أيضًا:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

أكف يدي عن أن ينال التماسها أكف صحابي حين حاجتنا معا

أبيت هضيم الكشح مضطمر الحشا من الجوع أخشى الذم أن أتضلعا

أكف يدي أقبض يدي إذا جلسنا على الطعام فلم ينل التماسها أكف من يؤاكلني إيثارًا لهم وخوفًا أن يفنى الزاد ولم يكتفوا منه, وقيل معناه لا أجاوز بين يدي إذا أكلت والأول أوجه لما قاله من بعده ((حين حاجتنا معا)) أي كلنا جائع.

وإني لأستحيي رفيقي أن يرى مكان يدي من جانب الزاد أقرعا

وإنك مهما تعط نفسك سؤلها وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا

<<  <  ج: ص:  >  >>