(٨٨)
وقال عمرو بن أحمر الباهلى, مخضرم:
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
ودهٍم تصاديها الولائد جلٍة إذا جهلت أجوافها لم تحلم
ودهم يعني كم قدور, وتصاديها: تقاسمها وتداريها, ومداراتها كي لا تفور, وجلة جمع جليل, وقوله: إذا جهلت أجوافها أي غلت.
ترى كل هرجاٍب لجوٍج لهمٍة زفوٍف بشلو الناب هو جاء عيلم
هرجاب ضخمة, ولهمة تلتهم كل شيء لسعتها, وقوله زفوف بشلو الناب كأنها تزف بشلو الناب وهو عضوها من الزفيف, وهو ضرب من مشي الإبل سرعة, وهو جاء يعني في غليانها جاهلة كالأهوج, ويروي ((جوفاء)) أي واسعة الجوف, وعيلم: كثيرة المرق وأصله البئر الكثيرة الماء.
لها لغط جنح الظلام كأنها عجارف غيٍث رائٍح متهزم
لها لغط أي صوت, عجارف غيث يعني أصوات المطر إذا أقبل بشدة, متهزم: أي شديد صوت الرعد.
إذا ركدت حول البيوت كأنما ترى الآل يجري من قنابل صوم
شبه ما يجري من الإهالة في هذه القدور بالسراب يجري فيزل عن متون الخيل.