وذمامة أي حقًا وهو الذمام، وآتى صاحبي حيث ودعا، لعله أراد آتي قبره زائرًا أي أحفظ عهده حيًا وميتً، ويحتمل أن يكون المعنى أزوره حيث نزل وودع راحلته. المعنى: يقول: إذا اتخذت يدًا عند أحد شفعتها بأخرى وأجعل نعمي عليه وسيلة عنده، وأزوره حيث نزل ولا أجشمه قصدي.
(١٠٣)
وقال عمارق الطائي، جاهلي:
[الثاني من الطويل والقافية من المتدارك]
ألا حي قبل البين من أنت عاشقه ومن أنت مشتاق إليه وشائقة
ومن لا تواتي داره غير فينٍة ... ومن أنت تبكي كل يوم تفارقه
تخب بصحراء الثوية ناقتي معدو رباٍع قد أمنحت نواهقه
أي سمن حتى صار في عظامه مخ، والناهقتان، العظمان الناتئان في وجه كل ذي حافر.
إلى المنذر الخير ابن هنٍد تزوره ... وليس من الفوت الذي هو سابقه
يقال: رجل خير وامرأة خيرة، ويجوز أن يكون مخففًا من خير. يقول: ما عند ابن هند مما يفوت عارقًا ويسبقه، يصفه بكثرة المعروف، وإنه ليس لأول وارد فقط، ويجوز أن يكون المعنى أن الذي سبق إليه المنذر من سبي النساء ليس مما يفوت لأنهن كن في عهده وذمته [وفي هذا الوجه أيعاد] لأن جيشًا له سار إلى بعض أعدائه فأخفق، ثم عطف على رهط عارق فأغار وسبى. المعنى: يصف إسراعه إلى المنذر عمرو بن هند على ناقة سريعة لما لحق حيه من السبي، ويصفه بأنه لا يفوته على ما بينا.