وإنما قال قبيح وغنيمة سوء لأن سبيهن منقصة وعيب، وقوله: غير ما قال قائل يريد: قائل لا يصدق ولا ينصح لك أيها الملك كقولك: هذا هو الحق لا ما يقوله الناس. المعنى يقول: إن نساء وسطهن مهارقه- وهي الصحف وأراد بها كتب العهود هما والأمان- هن غنيمة سوء لأنهن في الذمة يحظر سبيهن، هذا هو النصح لا كما قال قائل يزين سبيهن:
ولو نيل في عهٍد لنا لحم أرنٍب وفينا وهذا العهد أنت مغالقه
مغالقه أي ضامن له، من غلق الرهن وهو لزومه، ويروى ((معالقه)) أي وضرب لحم الأرنب مثلًا له. المعنى: لو عقدنا عقدًا ثم أصيب في عهدنا شيء يسير غضبنا له ووفينا له، وقد بذلت العهد لنا ولزمك.
أكل خميس أخطأ الغنم مرة ... وصادف حيًا دانيًا فهو سائقه
المعنى يقول: أكل خميس وهو الجيش غزا غزوة فأخفق فلم يغنم ووجد من ليس بعدٍو له وكان في ذمته يستاقه أي لا يفعل هذا أحد فلا ترض بمثله.
وكنا أناسًا دائنين بغبطٍة ... يسيل بنا تلع الملا وأبارقه
دائنين مطيعين، والأبارق آكام من الأرضين فيها حجارة ذات لونين، واحدهما أبرق.
فأقسمت لا أحتل إلا بصهوٍة حرام عليك رمله وشقائقه
المعنى يقول: كنا مطيعين لك وفينا كثرة فأقسمت لا أنزل بعد هذا الفعل إلا على جبل حرام عليك أي ممتنع عليك سهله ونواحيه أي لا تقدر عليه، لأن أهله لا ينصاعون لك، وذكر الصهوة لأنها بمعنى الجبل، والصهوة النشاز والرهوة الفضاء.